بتنفيذ العملية. وقال لي، التاجر أيضا، بأن هذا الأمر قد صدر عن (جبهة التحرير الوطني). وكان زوجي غائبا، وكذلك ابني، فأخذت الأمر على عاتقي، وقبلت تحمل المسؤولية لأنني لم أكن راغبة في أن تفشل العملية لأي سبب من الأسباب وقامت سيارة زرقاء بالمرور من أمام المرآب أكثر من مرة للتعرف على المكان - وتعليمه - وكنت أقف في الحديقة مع أبنائي الصغار، ونبتهل الله أن ينصر هؤلاء الفتية المجاهدين. وقام هؤلاء بإلقاء قنبلة على مقهى يقع على منعطف (سكالا) بجوار الطريق الواسع. وكان هذا
المقهى هو مركز اجتماع الإفرنسيين المقيمين في الحي، والذين يتخذون من المقهى مركزا لنشاطاتهم وأعمالهم. انفجرت القنبلة، غير أنها لم تحدث أي ضرر أو أذى بسبب وقوعها بعيدا عن هدفها، فلم تتجاوز ساحة المقهى. واستنفرت القوات الإفرنسية، ويظهر أن سائق السيارة فقد سيطرته على أعصابه، فلم يتمكن من التعرف على المرآب - الكراج -. وأخذ بدلا من ذلك المنعطف الأول الذي يصل إلى مرآبنا، طريقا وصل به الى (جبل أديس). وأدرك السائق خطأه، فأنزل إخوته المجاهدين وقذف بصندوق من الذخيرة في الحديقة المجاورة لمنزلنا. ورأينا الصندوق، فأرسلت ابنتي الصغيرة لتجلب سلما من بيت جيران جزائريين من أجل إحضار الصندوق. ونبحت كلاب الجيران الإفرنسيين نباحا مسعورا، فيما كان ابني الصغير يتسلق السلم، حتى إذا ما وصل إلى أعلاه، كان جوارنا الإفرنسيين قد أقبلوا وقد استنفرهم عواء الكلاب، ودخلوا الحديقة ووجدوا الصندوق. فاجتاحتهم نوبة من الفرح. واتصلوا هاتفيا بالشرطة، وما هي إلا خمسة دقائق حتى وصلت تظاهرة من رجال الشرطة ومعهم كلابهم، وشرعوا في تطويق الحي ومحاصرته. وانصرفت وأبناني إلى الصلاة، نبتهل الله مرور البلاء