للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كثيرات من البنات الأبكار، وكانت هذه الفرقة العسكرية قد اشتهرت شهرة واسعة بممارسة هذه الأعمال، يتقدمها في ذلك قائدها) (١).

وكتب (راهب) يحمل رتبة ضابط، في مذكراته اليومية: (لا أتحدث كثيرا عن القسوة البالغة، والتعذيب الوحشي، وإلقاء القنابل على الدواوير والمشاتي بما فيها من نساء وأطفال ومواشي. ولا أتكلم عن أقصوصة التقتيل التي قام بها جنود المظلات. إذ من السهل على كل مسافر بالقطار الحديدي أن يشاهد على طول الطريق آثار دمار الحرب بادية في جميع المشاتي التي يمر بها، كما يشاهد حطام دور المساكن الأهلية التي أشعلت فيها أسلحتنا النيران ... إن كثيرا منا يؤيدون (الانتقام) وقلة هم الذين يستنكرون هذه الطريقة التي تحرمها كل المبادىء الإنسانية. وكثيرا ما يغمر الفرح والسرور أولئك الجنود عندما يقومون بأعمال التعذيب والتنكيل، لقد شاهدت ملازما يعتز بصورة أخذت له، وهو يجر محراث المزرعة التي حطم بها المباني، وأطبق تحتها جثث السكان. ومن أجل هذه الأعمال الإجرامية، أصبح الأهالي يهجرون مساكنهم فرارا من الهلاك المحقق. إن الجيوش الفرنسية تقوم غالبا بتهديم المنازل وإحراقها دون شفقة ولا رحمة بساكنيها. ولقد أفضى إلي أحد الجنود بقوله: (هذا جميل جدا، يجب إحراقهم في مساكنهم الحقيرة بلا شفقة لأنهم لا يفهمون إلا بهذه الطريقة لسفالتهم) (٢).

وقع كمين قرب مدينة (باتنه) في أوائل شهر أيار - مايو - ١٩٥٦


(١) المجندون يشهدون. ص (٨٢).
(٢) ضد أعمال التعذيب (بيير هنري سيمون) ص ٨٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>