وسقط فيه اثنان من رجالنا - الفرنسيين - فألقي القبض على (١٥) رجلا من الذين اشتبه بأمرهم، واستجوبوا، وعذبوا، ثم أعدم (١٤) منهم رميا بالرصاص.
ووقع اعتداء على أحد الجنود الفرنسيين قرب مدينة (تبسة) في أوائل شهر أيار (مايو) أيضا. فجمع رفاقه أمرهم، وهاجموا المقاهي العربية، وأطلقوا الرصاص على كل من كان فيها من المدنيين، ثم ألقوا القنابل على المساكن. ومن الغد، سمح الرائد - الكومندان - لجنوده باستباحة المدينة ساعة كاملة، وأن يفعلوا فيها ما يشاؤون، وذلك في حالة وقوع اعتداء عليهم أثناء دفن رفيقهم. ولكن لم يقع أي اعتداء لحسن الحظ.
وفي اليوم الحادي عشر من شهر أيار (مايو) ١٩٥٦. كانت فرقة من جنودنا تجتاز مضيقا قرن مشتى بجهة (هلنسور). وأطلقت طلقتان أو ثلاث ضد جنودنا، فصدرت الأوامر بإزالة كل أثر للحياة من المشتى. فقتلنا على الأقل (٧٩) رجلا وامرأة وصبيا.
وفي يوم ٢٨ نيسان (أبريل) ١٩٥٦، كان قد وقع اعتداء بمدينة قسنطينة على أحد جنود المظلات، فأردي قتيلا، فتجمع رفاقه وساروا إلى ثكناتهم، وحملوا بنادقهم، وهاجموا المدينة، وشنوا حملة انتقامية ضد السكان المدنيين. وقد وقعت عملية من النوع ذاته في مدينة (بسكرة) عند نهاية شهر تموز (يوليو) ونجم عنها قتل ما بين (٢٦) و (٣١) من المدنيين، وجرح أربعين منهم (١).