للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أخذوا في استعراض هذا المنظر، متلذذين بسماع صياح ضحاياهم وأنينهم) (١).

وكتب شاهد عيان ما يلي: (قام أحد المحققين باستجواب متهم (مشتبه بأمره) يوم ٧ تموز - يوليو - ١٩٥٦، وأرغم على النطق بكلمة (تحيا فرنسا) وصاح (تحيا فرنسا) مرة وثانية وثالثة الخ ... وأخيرا أرغموه أن ينادي (تحيا البطاطس المقلية) وقد عجز عن تكرار هذه الكلمات بسبب جهله اللغة الإفرنسية، وحينئذ قتلوه.

وعلى بعد مائة كيلومتر من مدينة - قسنطينة - نظمت إحدى الفرق إدارة للاستخبارات في شهر أيلول سبتمبر - ١٩٥٦ وجهزت مكتبين إضافيين أحدهما لبحث الاستعلامات والآخر للاستجواب والتعذيب والتحقيق. وجهز هذا المكتب بآلة (المحرض الكهربائي) و (الأنبوبة) و (التغريق) وسواها من الوسائل التي كثيرا ما أودت بحياة (المشتبه بهم). والمؤكد هو أن بعض الوحدات نظمت إدارات تحقيق واستعلامات خاصة بها، وجلبت الاختصاصيين في التعذيب، والخطر الفادح هو أنها تسببت في القضاء بسرعة على عدد كبير من (المشتبه بهم) ممن يلقي بهم قدرهم تحت رحمة الجلادين) (٢).

...

وتضمن مصدر فرنسي عرضا لأبرز أعمال (التعذيب النظيفة) وأساليبها بالقول:

(يجب أن أحدثكم طويلا عن عمليات التعذيب، إنها عمليات


(١) ضد أعمال التعذيب (بيير هنري سيمون) ص ٨١.
(٢) المجندون يشهدون. ص ٣٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>