حجارة ضخمة من مكان إلى مكان، لا لسبب، إلا لزيادة رشح الدماء التي كانت تسيل منهما. ثم جاء الليل، فأطلق سراحهما، لأنه تأكد للقائد أنهما لا يملكان أية معلومات مفيدة؟) (١).
ومزيد من الأمثلة عن (مدارس التعذيب) على لسان أحد مجندي الجيش الفرنسي:
بدأ الاستجواب والتعذيب عند القائد بصورة هادئة، ثم انتقل إلى الضرب باليد وبشدة حتى تعب القائد، فأخذ في استعمال عصا غليظة، وإذ لم تنفع هذه العملية مع (المشتبه به) فقد تم تحت (الدوش) أو - رشاش الماء - حيث مكان التعذيب الحقيقي المجهز بمولد الكهرباء وأدوات النفخ بالماء الخ ...
واقتلاع الأظافر أثناء تلك العمليات، ووضع الملح مكان الأظافر المقلوعة، ووخز كل أجزاء الجسم بالأبر، واقتطاع أجزاء من الجلد بواسطة ملاقط الشعر. ولقد ربطوا أيدي (المشتبه بأمره) من رجليه وفق طريقة أطلقوا عليها اسم (وضع الضفدعة). ثم شدوه إلى السقف وهو على تلك الحالة، عاري الجسم تماما، وبقي كذلك ليلة كاملة، وهم يتعهدونه بتسليط الماء عليه حتى يتجمد من شدة البرد. وبين حين وآخر يأتيه (المحقق) ليحاول انتزاع اعتراف منه، دون جدوى، حتى مات الرجل.
وهنالك (مشتبه آخر) اسمه (عامر بن الطيب - شيخ طريقة بقرية - ت) وقد استمروا في تعذيبه ثمانية ليال تباعا. وكانت عملية التعذيب تستمر حتى يشرف الشيخ على الموت، فيعملون عندها
(١) مجلة (اسبري) الفرنسية - عدد نيسان - أبريل - ١٩٥٧ ص ٥٨٢ وكراس (الشهادات المسيحية) ص ١٨.