للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على إنعاشه بحقن، ليعودوا إلى تعذيبه من جديد. وهكذا إلى أن أصبح الرجل عجينة طرية بين أيديهم، وتعفنت أجزاء جسمه. فأجهزوا عليه، من غير أن يحصلوا منه على كلمة واحدة (١).

وقال مجند في اعترافاته: (اليوم هو ٢٥ أيلول - سبتمبر - ١٩٥٦. وأنا الآن مع النقيب - الكابتن - وقد زالت بيني وبينه الحواجز الرسمية، إنه يباشر عمليات التعذيب بنفسه بعد ارتداء ثياب الألعاب الرياضية. ولقد رأيته مرة يعمل طوال ست ساعات مع اثنين فقط من (المشتبه بأمرهم). أما الأول منهما فقد بدأت معه عملية الضرب لمدة عشرين دقيقة، ثم بدأت عملية نفخ البطن بالماء حتى حد انفجار المعدة، ثم الضغط بواسطة اليد على جزء حساس جدا من الجسم (ويقولون أن هذه العملية ناجعة جدا) ثم الضرب المبرح على الوجه حتى يتورم وتتغير كل ملامحه. أما (المعتقل الثاني المشتبه بأمره) فقد قضى كذلك ثلاث ساعات أمام المحقق، وقد اقتلعت أظافر يديه، واستعمل معه التيار الكهربائي، وطبقت عليه وسائل تعذيب فيها تفنن وابتكار. وكان هذا النقيب قد جرب كل هذه الوسائل أثناء حرب فييتنام، ولديه خبرة واسة. ويقال إن لديه وسائل تعذيب هائلة لا تترك أثرا على الجسم) (٢).

وذكر مجند معترفا: (كان يوم الأحد الأخير مؤلما رهيبا. وكان العمل فيه هو استجواب (استنطاق) رجل اتهم بإنه من الثوار (الفلاقة) واستمرت عملية التعذيب من الثامنة صباحا حتى الساعة التاسعة ليلا. ولقد تفنن كل رجال فرقتنا المؤلفة من قدماء حرب


(١) المجندون يشهدون. ص ٨٧.
(٢) المصدر السابق. ص ١٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>