للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لهذه التجميعات آثارها المفجعة، فقد كانت ظروف الحياة في معسكرات التجميع قاسية جدا ثم، أليس استعمال (هذه العبارة ينطوي على الإساءة الى ذكرى الذين لفظوا أنفاسهم في هذه المعسكرات) هي بمقتضى الشهادات الرسمية نفسها جد مؤلمة.

ولقد مارس الجيش الفرنسي والسلطات الاستعمارية الفرنسية في هذه المعسكرات نشاطات أخرى. فلقد كانت حوادث الاختفاء، والإعدام من غير محاكمة وفيرة كثيرة إلى درجة مذهلة. وكثيرا ما كانت ذريعة الإعدام هي الزعم الكاذب (بمحاولة الفرار) وقد عبر التقرير السابع لجميعة الصليب الأحمر الدولية عن قلقه في هذا الخصوص، فقال: (إن مشكلة الوفاة أثناء محاولة الهرب تستحق أن تدرس عن كثب، نظرا لكثرة الحوادث). وإن ما مارسه الجيش الفرنسي، واعترف به، من أعمال الجرف، وتخريب القرى، وإبادة السكان المدنيين، لمما يؤلف جرائم إبادة عنصرية مبيتة ضد الشعب الجزائري. وقد أعلن النائب (بيير كلوسترمان) في ١٣/ ٥/ ١٩٥٨ من على منبر الجمعية الوطنية الفرنسية (وكان قد اشترك في الحرب الجزائرية كطيار) فقال: (لكي لا يجد الفلاحون مأوى لهم في القرى أثناء ترحيلهم، ولكي لا يتمكن أبناء القبيلة الصغيرة من مساعدتهم، فقد اضطررنا الى القيام بعملية تطهير جوي ضد قرى هذه المنطقة). وإن مثل هذه الشهادة ليست وحيدة. وعلى العموم، فقد سلكت فرنسا في صراعها ضد الجزائر مسلك التحديد المستمر لجميع القيم الإنسانية. وظلت المحاولات المبذولة، طوال الحرب، لإضفاء السمة الإنسانية على هذا الصراع، عديمة الجدوى.

لقد حاولت جمعية الصليب الأحمر الدولية التدخل في النزاع

<<  <  ج: ص:  >  >>