للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من جيوشها في أوروبا لساحات المعارك في شمال أفريقيا، أود أن أقول: إن التضامن المفروض بين أعضاء المنظمة المذكورة يستوجب إمكانية استفادة كل عضو من أعضائها من حسن فهم الآخرين في الوقت الضروري لحل مشاكله الخاصة المعقدة، وبهذا الشرط فقط يمكن للميثاق المذكور بلوغ أهدافه التعاونية المرسومة له، وبهذا الأصل نفسه نعتمد نحن اليوم على مساعدات حلفائنا في منظمة الأطلسي. ومن المهم جدا أن لا يغرب عن بال أحد بأن الجزائر جزء لا يتجزأ من منطقة الأطلسي، وأنها مشمولة بميثاق حلف شمال الأطلسي. إن الجزائر بسبب وجود الثمانية ملايين عربي فيها، لا يمكن أن تعتبر طبعا منطقة فرنسية بنفس المعنى الذي تعتبر فيه مثلا مناطق (الانشوا) و (النورماندي) الفرنسيين، ولكننا نرفض أيضا رفضا باتا، وبسبب وجود المليون ونصف المليون أوروبي فيها، أن نسلم بوجود (حقيقة القومية الجزائرية) لأن ذلك لا ينطبق لا على الحقائق التاريخية، ولا على الحقائق العنصرية. وليس معنى ذلك أن الجزائر هي (مقاطعة فرنسية مزيفة) أو (أمة جزائرية مزيفة) بل معناه أن لها شخصية خاصة: حيث يعيش جنبا لجنب - العرب والأوروبيون - وكلاهما لا معدى عنه لتطور البلاد الاجتماعي. إن الجزائر يجب أن تكون (مجتمعا فرنسيا إسلاميا معا) مما يستتبع وجوب ربطها بفرنسا بروابط لا تفصم من جهة، وضرورة احترام فرنسا للشخصية الجزائرية من جهة أخرى. ولقد صممنا على أن نظام الجزائر المستقر سوف لا يتقرر من جانب واحد، بل بعد مفاوضات مع ممثلي السكان الجزائريين المنتخبين بصورة حرة. ولعل الجزائر تشكل قضية فريدة في تاريخ العالم، وهي لذلك يقتضيها حل مبتكر يجب أن يكون خاصا بها.

<<  <  ج: ص:  >  >>