للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لإدراك غاياته ومراميه، وحتى يتسنى لها مقاومته والرد عليه بمشروع عربي قومي، وقد أعلن أن اجتماعا للقمة يضم سلطان مراكش وملك ليبيا والرئيس بورقيبة سعيقد بطنجة قريبا وذلك تمهيدا لمؤتمر سيعقد (بطنجه) في منتصف نيسان - أبريل - ١٩٥٨، ويشترك فيه ممثلو جبهة التحرير الوطني الجزائري وأقطاب حزب الاسقلال المراكشي، والحزب الحر التونسي - حزب الدستور - لدراسة مشروع (الاتحاد التعاهدي) لبلاد شمال أفريقيا؛ والغاية من هذين المؤتمرين إظهار رغبة المغرب في تدعيم وحدته العربية المعنوية والسياسية، بصرف النظر عن (ميثاق البحر المتوسط) أو غيره من المشاريع الفاشلة التي تروج لها الدول الاستعمارية من آن لآخر، استدراجا لبلاد الشمال الافريقي، ومحاولة لإيقاع هذه البلاد في شباكها، حيث تحاول البلاد الاستعمارية التغرير بالسذج والجهلة والمخدوعين الذين ما يزالون يحسنون الظن بالمستعمرين ويتلقون صفعاتهم بالرضى والقبول. واقتنع أعضاء (الحزب الحر الدستوري التونسي) أخيرا بآراء مندوبي حزب الاستقلال المراكشي في مسائل شمال أفريقا، وضرور استقلال الجزائر. والواقع، أن السلطان (محمد الخامس) يحظى بالزعامة في الشمال المغربي لتمسكه بالعروبة، ولعدم ثقته في مشاريع الدول الاستعمارية التي ما تزال قواتها المحتلة تهدد كيان بلاده واستقلالها (بريطانيا في جبل طارق) و (فرنسا وأمريكا في الداخل) و (اسبانيا في الجنوب)، هذا الى اقتناع جلالته بأن السياسة الانتهازية خطرة على البلاد الحديثة العهد بالاستقلال، وإنها تؤدي في النهاية إلى الغنم للمستعمرين والغرم على المستضعفين كما يقع في تونس، وهذه الآراء تطابق وجهة نظر أقطاب (جبهة التحرير الوطني الجزائري) ..

<<  <  ج: ص:  >  >>