ومن استقلال كامل غير منقوص، ويبقى السبيل الوحيد لكسب صداقة شعب شمال أفريقيا وتعاونه، هو في الاعتراف بهذه الحقيقة الواقعة، وبها وحدها يستقر السلام لا في المغرب وحده، بل وفي جميع القسم الغربي من حوض البحر الأبيض المتوسط).
طنجه - موندار
...
يظهر العرض السابق مجموعة من النقاط التي تدخل في صلب السياسة الاستراتيجية الفرنسية منها:
١ - التفريق بين مسلمي الجزائر - خاصة - والمغرب العربي - عامة - من خلال التمييز بين (العرب المسلمين) و (مسلمي البربر) وفقا للنظرية الاستعمارية التي رافقت الاستعمار منذ بدايته (١).
٢ - إن من لا يمكن تحويلهم عن طريق الدين يمكن تحويلهم عن طريق (الاشتراكية) وفقا لمخطط (لاكوست) الشهير، والذي
(١) لقد بقي سراب تحويل المسلمين إلى مسيحيين، والتفريق بين المسلمين العرب والبربر، حلما من أحلام (عباقرة الاستعماريين)؛ وقد كتب (جان وسيمون لاكوتور) في كتابهما (مراكش على المحك) إصدار باريس - ١٩٥٨ - ص ٨٥ ما يلي: (تألفت في سنة ١٩٢٨ مجموعة أحاطت بالسيد - لوسيان سان - خليفة (ليوتي) وهي تضم رجال القضاء وعلماء الاجتماع العلمانيين الذين اكتشفوا بكثير من الغبطة ما أطلق عليه صفة (لا دينية البربر) وقد دعمت هذه المجموعة من قبل (نائب الرباط البابوي) وقد ظهر في النشرة التي يشرف عليها النائب البابوي مقالات غريبة عجيبة يمكن تلخيصها بما يأتي: إن البربر بما أنهم أقل تعلقا من العرب بالإسلام، فإنهم يستطيعون، ويجب أن ينصروا. إن البعض وقد أسكرهم على الأرجح اعتناق أحد مثقفي الإسلام اللامعين الكاثوليكية عام ١٩٢٨ في (فاس) يريدون أن يجتذبوا إلى المسيحية - سلالة القديس أوغسطينوس البربر - والبعض الآخر رأى في هؤلاء القرويين الراديكاليين - الاشتراكيين المقبلين، فأراد تجنيبهم المرور بالإسلام والثيوقراطية العربية - الإسلامية).