السكاكر على الأطفال المسلمين، وتطلب سيارات مجهزة بمكبرات الصوت إلى المسلمين أن يثقوا بقوات الأمن، قائلة: إن الجيش والشرطة سيحميانكم، وبين كل نداءين للانضباط تذيع السيارات المذكورة بعض الموسيقى الخفيفة - لبعث الطرب في النفوس -. وقد شوهدت موسيقى الفرقة التاسعة وهي تطوف شوارع حي القصبة، وهي بكامل لباس المراسم (السترة البيضاء مع صدارة من الجلد فوق البنطال الأحمر، وهي عزلاء من السلاح، إنما يقودها عقيد، كولونيل)، وكانت تعزف ألحانا مما يسخدم في التدريب العسكري، وذلك لاجتناب الأهالي إلى الشارع، ولكن النتائج على ما يبدو كانت تستدعي الرثاء، ويظهر أن حركة الإضراب لم تعارض حتى الآن بصورة حاسمة وفي القصبة، اقتيد آلاف العمال، تحت حراسة القوى العسكرية إلى مراكز عملهم، بينما كانت سائر الأزقة تحت الحراسة، وطائرات الهيليكوبتر تطير على ارتفاع منخفض لتطارد المنهزمين، وتلافي الاغتيالات التي قد تدبر من فوق الأسطحة ...).
أما في ولايتي الجزائر ووهران، فقد نجح الإضراب يقينا، بالرغم من التأكيدات الرسمية التي تحاول الانتقاص من نجاحه. وكان شموله بنسبة (٩٠) بالمائة، سواء في الإدارات أو في المصالح الكبرى: النقل والمواصلات والبرق والهاتف، أو حتى في المجالات ااتجارية وأسواق بيع الماشية، وحتى الأوروبيين الذين روعتهم الاغتيالات الصارخة التي حدثت يوم السبت، شرعوا يهجرون شوارع المدينة التي زايلها نشاطها العادي. وثمة نفر من التجار المسيحيين من أصل اسباني الذين اضطروا إلى فتح مخازنهم، كانوا ينتظرون، تحت حماية الجيش، زبائن شاردين،