للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الصحراء، فإن خط سيرنا هو خط حرية مصالحنا، وهو كذلك الخط الذي يأخذ الواقع بعين الاعتبار) (١). (تريد فرنسا أن تنتهي من الجزائر، بطريقة أو بأخرى، وأن تعمل على تصفية الظروف الحالية، بما فيها من التزامات سياسية واقتصادية ومالية وإدارية وعسكرية تربطها بهذا البلد، والذي إن بقي على ما هو عليه، فإنه لا يعني لفرنسا إلا تجنيدا للرجال وهدرا للأموال والامكانات من غير فائدة، بينما هناك العديد من المهمات التي تتطلب مجهودنا في جهات أخرى) (٢). (... ومع ذلك فإننا نقترب من الهدف، الذي هو هدفنا، وبالنسبة لنا، فالأمر يعني أن نحقق السلام بأسرع ما يمكن، وأن نساعد الجزائر على أن تمسك زمام أمرها بأيديها، وسيكون ذلك بإنشاء هيئة تنفيذية مؤقتة، وأن نكون مستعدين للاعتراف، دون أي تحديد، الشيء الذي سيخرج من تقرير المصير، أي دولة مستقلة ذات سيادة) (٣).

(إن رئيس الجمهورية الفرنسية، يعلن أن فرنسا تعترف رسميا باستقلال الجزائر) (٤).

...

كيف حدث هذا التحول؟ وكيف اعترفت فرنسا أخيرا باسقلال الجزائر؟ وبأي ثمن؟ ... لقد سارت الجزائر المجاهدة قدما، بعزم وثبات، على طريق التضحيات والآلام، على درب الدموع والدماء. وحدثت التحولات بصورة بطيئة، فكان كل نصر يحرزه المجاهدون في ميادين القتال يدعم الجهد السياسي، وكان كل نصر


(١) ٥ - ايلول - سبتمبر - ١٩٦١.
(٢) ٢٩/ ١٢/ ١٩٦١.
(٣) شباط - فبراير - ١٩٦٢.
(٤) ٣ تموز - يوليو - ١٩٦٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>