لقد خرج جيش التحرير الوطني من أول اختبار في القتال موفقا فائزا، في وقت قصير نسبيا، بعد أن كان منحصرا في جبال (أوراس) وفي (بلاد القبائل)، فقد أحبط حملة التطويق والإبادة التي شنها عليه جيش قوي عصري، هو في خدمة النظام الاستعماري لدولة من أكبر دول العالم. وعلى الرغم من قلة السلاح، وقتها، فقد استطاع جيش التحرير الوطني توسيع نطاق عمليات العصابات والمناورات والاتلاف التي أصبحت اليوم تعم التراب الوطني كله، وما انفك يدعم مراكزه بتحسين خطته وفنه ونفوذ عمله، واستطاع أن ينتقل بمزيد السرعة من حرب العصابات إلى مستوى الحرب الجزئية.
وأجاد تنسيق الأساليب المجربة في الحروب ضد الاستعمار مع الأساليب العادية، وتطبيقها تطبيقا منظما يتماشى وخصائص البلاد، وأقام البرهان الكافي الآن، وقد تم توحيد نظامه العسكري، على أنه متمكن من الفن المطلوب لحرب تشمل كافة القطر الجزائري.
إن جيش التحرير الوطني يحارب من أجل قضية عادلة.
إنه يضم وطنيين ومتطوعين ومجاهدين، عازمين مصممين على الكفاح والنضال باذلين النفس والنفيس الى أن يتم تحرير الوطن الشهيد، ولقد تعزز جانبه بمن انضم إليه من الضباط والجنود المحترفين أو المجندين الذين استيقظت فيهم مشاعر الوطنية فهجروا