الاعتماد على (إخلاص الجنود الجزائريين) بل اضطرت إلى نقلهم إلى فرنسا وألمانيا، وعصابات (الحركة - القومية) التي كونتها السلطة الفرنسية بمن اختارتهم من العاطلين، وأغرتهم في أغلب الأحيان، وخدعتهم في حقيقة العمل الذي دعتهم اليه، فقد أخذت تهرب وتتوارى في الجبال والغابات، أما بعض هذه - الحركات - فقد عمدت السلطة إلى تجريدها من السلاح وحلها لشدة استيائها من النتيجة.
إن جيش التحرير الوطني يمتلك ذخيرة وفيرة لا تنفذ من الرجال، وكثيرا ما يضطر الجيش إلى رفض تجنيد الجزائريين شبانا وشيوخا، من الحواضر ومن البوادي، وهم ينتظرون بفارغ الصبر أن يتاح لهم إحراز الشرف بالجندية في جيشهم. ويتمتع جيش التحرير الوطني بحب الشعب الجزائري حبا عميقا، وتأييده الحماسي الشديد وتضامنه الفعال المعنوي والمادي، التام الكامل المتين. فكبار الضباط وقادة المناطق والمحافظون السياسيون، وإطارات جيش التحرير وجنوده، يعظمون ويكرمون من قبل جماهير الشعب تعظيم وتكريم الأبطال الوطنيين، وهم يمجدونهم في أغانيهم الشعبية التي نفذت إلى الكوخ الفقير والخيمة البائسة، كما اقتحمت الغرفة المنزوية بين الأزقة الضيقة، وإلى الردهات والبيوتات الرفيعة.
تلك هي الأسباب الجوهرية (للمعجزة الجزائرية)؛ فقد خيب جيش التحرير الوطني سعي القوة الهائلة التي يمتلكها جيش الاستعمار الفرنسي المدعم (بالفيالق الذرية) والتي تم سحبها من القوات المخصصة للدفاع عن أوروبا الغربية، الأمر الذي أرغم القادة الفرنسيين - الجنرالات - على الاعتراف: بأنه من المحال