إيجاد تسوية للقضية الجزائرية عن طريق الحل العسكري، هذا على الرغم من النجدات التي يستمر تدفقها عليهم، والتي سرعان ما تغدو غير كافية، وعلى الرغم أيضا من خطة تقسيم البلاد المعروفة (بكادرياج) أو غيرها من الخطط التي لم يكن لها تأثير، كما لم
يكن هناك أي تأثير لما أطلقوه من النار وآلات الدمار.
ولزاما علينا أن نشير بصورة خاصة إلى منظمات المقاومة الكثيرة الذي تشكلت في المدن، والتي أصبحت تؤلف جيشا ثانيا لا يرتدي أفراده الثياب العسكرية؛ وقد أبدت الأفواج المسلحة في المدن والقرى، بما قامت به من الإغارات على مراكز الشرطة والدرك وتدمير المباني العامة وإشعال الحرائق، والقضاء على أصحاب الرتب من رجال الشرطة والوشاة والخونة، وهذا مما يضعف الهيكل العسكري وجهاز شرطة العدو الاستعماري إلى درجة لا يستنهان بها، ويزيد من تشتيت قواه في كافة أنحاء البلاد، ويضاعف من تدهور الروح المعنوية لجنوده الذين سبقون دائما في حالة إرهاق وإزعاج بسبب اضطرارهم للبقاء باستمرار في حالة استنفار.
ومن الأمور التي لا ينكرها احد أن نشاط جيش التحرير الوطني قد قلب الجو السياسي في الجزائر، ولقد أحدث صدمة نفسية أيقظت الشعب من سباته، وحررته من روعه، وأزالت عنه ريبته، وبعثت في الشعب الجزائري الشعور بكرامته القومية، وكونت اتحادا روحيا وسياسيا بين جميع الجزائريين، فظهر ذلك الإجماع الوطني في دعم الكفاح المسلح، وجعل انتصار الحرية أمرا حتميا لا بد منه.
٢ - تنظيم سياسي فعال
أصبحت جبهة التحرير الوطني، رغم طبيعة نشاطها السري،