هي المنظمة الوطنية الحقيقية الوحيدة، ونفوذها في عامة القطر الجزائري لا يقبل الجدل أو النقاش، وقد نجحت الجهة في فترة زمنية قصيرة جدا، بالتفوق على سائر الأحزاب السياسية القائمة منذ عشرات السنين، ولم يحدث ذلك عرضا ومصادفة، وإنما كان نتيجة توافر الشروط الضرورية الآتية:
أ - منع النفوذ الفردي، وإقرار مبدأ الإدارة الجماعية المؤلفة من رجال أطهار أمناء يتنزهون عن الرشوة، شجعان لا يردهم الخطر ولا السجن ولا رهبة الموت.
ب - وضوح المذهب، فالغاية المنشودة هي الاستقلال الوطني، والوسيلة هي الثورة بتدمير الحكم الاستعماري.
ج - تحقق اتحاد الشعب في الكفاح ضد العدو المشترك، بدون تحيز أو تعصب. لقد أكدت جبهة التحرير الوطني في أول عهد الثورة:(أن تحرير الجزائر سيكون عمل جميع الجزائريين، لا عمل جزء فقط من الشعب الجزائري، مهما كان هذا الجزء كبيرا، ولذا فإن جبهة التحرير ستعتبر في كفاحها جميع القوى المضادة للاستعمار، وإن هي لم تزل خارجة عن نطاق إشرافها).
د - الاستنكار النهائي لتقديس الشخصية، والكفاح العلني ضد الصعاليك والوشاة وخدام الإدارة الفرنسية والشرطة وجواسيسها - عيونها - ومن ثم كانت قدرة جبهة التحرير الوطني على إحباط المناورات السياسية وأبطال مكائد منظمات الشرطة الفرنسية، وليس معنى هذا أن المصاعب أزيلت كلها، فإن نشاطنا قد أعاقته في المرحلة الأولى العوائق الآتية:
أ - قلة الإطارات، وقلة الوسائل المادية والمالية.
ب - ضرورة القيام بعمل طويل شاق في توضيح الجو السياسي