الجزائري محدودا ومرهونا بتطورات ديبلوماسيتها، ذلك أن فرنسا كانت تضغط على بلاد الشرق الأوسط عن طريق المساعدة الاقتصادية والعسكرية، والمعارضة لحلف بغداد، وقد حاولت بصفة خاصة أن تضغط بكل قواها لشل الأسلحة النفسية والأدبية التي بيد جيش التحرير الوطني، ومنها على الخصوص إذاعة (صوت العرب). أما البلاد غير العربية من الكتلة الأفريقية - الآسيوية، فقد كانت حريصة أن لا تبدو أكثر حماسة من البلاد العربية، من جهة، وكانت راغبة من جهة أخرى القيام بدور محدد في قضايا مثل نزع السلاح والتعايش السلمي. وعلى كل حال، فإن تدويل القضية الجزائرية في طورها الحاضر، قد زاد من قوة الشعور العالمي بضرورة استعجال تسوية هذا الصراع المسلح الذي قد يمتد إلى عامة البحر الأبيض المتوسط وأفريقيا والشرق الأوسط بل قد يعم العالم أجمع.
كيف نوجه نشاطنا الدولي؟.
تقع القاعدة الأساسية نشاطنا في هذا الميدان، في البلاد العربية، وفي مصر بوجه خاص، ولم تكن اتصالاتنا بساسة البلاد الشقيقة، ولا تزال، سوى اتصالات حليف مع حلفائه، ولم تكن اتصال آلة بيد مستعملها، ومن واجبنا أن نحرص بانتظام على المحافظة على استقلال الثورة الجزائرية استقلالا تاما، كما ينبغي القضاء على المزاعم التي أشاعتها الحكومة الفرنسية وديبلوماسيتها وصحافتها الكبرى لإظهار ثورتنا في مظهر ثورة مصطنعة زائفة مدبرة من الخارج، وليس لها جذور في الشعب الجزائري المكبل بالقيود، ولذلك يجب:
١ - حمل دول مؤتمر باندونغ على ممارسة ضغط سياسي وديبلوماسي واقتصادي مباشر على فرنسا علاوة على مساعيها لدى