للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مزودين بأحدث الأسلحة، ويقاومون بكل بسالة جيوش العدو العاملة.

وعليه، فإنه يجب على الرأي العام الفرنسي والدولي، أن يعلما بأن (سياسة الإخماد) التي هي الحرب ستنتهي الى فشل

محقق.

٤ - السياسة الفرنسية وإخفاق محاولات الاتصال.

تلاحظ (لجنة التنسيق والتنفيذ) بأنه منذ الفاتح من نوفمبر (١٩٥٤) وخصوصا منذ ٦ شباط - فيفري - ١٩٥٦، والحكومة الفرنسية، تتابع بدون جدوى فرض حرب استعمارية عنصرية؛ حرب تهدف بكل وضوح إلى القضاء على الشعب الجزائري، وإن (لجنة التنسيق والتنفيذ) تؤكد للعالم بأنها مستعدة لتقديم الأدلة. إن الخراب الذي سببته الحرب في الجزائر، بالنسبة للأشخاص والممتلكات تفوق الخسائر التي عرفتها فرنسا إبان الحرب العالمية (١٩١٤ - ١٩١٨). هذا من جهة، ومن جهة ثانية، فإن محاولات الاتصال التي قامت بها الحكومة الفرنسية لم تكن أكثر من عملية سبر - جس نبض - وقد تمت حتى الآن بواسطة مبعوثين مرتدين أو مبعدين، مما جعل هذه المحاولات تتضح لنا بأنها مجرد تلاعب ومؤامرة منحطة، هدفها الأساسي خداع الرأي العام العالمي. وهكذا، وببطء، ولكن بكل تأكيد، دمرت هذه الحكومات كل أمل في التفاوض. ففرنسا إذن أوضحت سياستها الجهنمية - عن قصد - بتطلعات قوة وحشية، تسببت في إبعاد كل إمكانيات التعايش بين الفرنسيين والجزائريين. إن الحكومة الفرنسية التي سمحت لنفسها بتطبيق سياسة العنف والتقتيل، تعمل على رفض الحل السياسي، وفرض الحل العسكري على الجزائر الثائرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>