للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نهضته. ومثلما تآبت الدول الاستعمارية على العرب، وزرعت في تربة مقدسهم شوكة إسرائيل، ومدتها بالمساعدات والهبات والقروض أموالا وذخائر وسلاحا، كذلك وقفت دول حلف شمال الأطلسي وراء المستعمر الفرنسي، تؤيده وتدعم عدوانه بالهبات والمساعدات والقروض، أموالا وذخائر وسلاحا، لتملي له في سياسة العدوان والاغتصاب، حتى يتمكن من إجلاء جزء آخر من الشعب العربي عن بلاده ودياره، فيحل محله المغيرون الغاصبون.

هذه هي سياسة دول الغرب المستعمرة في بلاد العرب، تجزئة وتخريب وعدوان، وحكم بالحديد والنار، وهذه هي أيديهم الملطخة يمدونها نحونا بالدعوة إلى السلام والصداقة، والخلافات أنماطا وأشكالا، فكيف لا نقبض أكفنا عن أيديهم، وكيف لا نشيح بوجوهنا عنهم، وكيف لا نرفض دعواتهم الباطلة، وخلافاتهم الخادعة، وطالما غرروا بنا، وخانوا عهودهم معنا وتواطؤوا بالسر والعلن على مصالحنا، وأغلقوا أبوابهم دوننا، بينما فتحوا الأبواب على مصاريعها لكل من يكيد للعرب، وينذر نفسه لعداء العرب.

ألا فليعلم المستعمرون ومن والاهم أن الأمة العربية في نضالها المشروع من أجل الحرية والوحدة جبهة واحدة كما أن الاستعمار في عداء العرب جبهة واحدة، وما كانت عهودهم وخلافاتهم بالأمس وليست اليوم سوى أسلوب من أساليبهم البائدة في خداع الشعوب وتخليد نفوذ الاستعمار.

أيها الأخوان! في هذا اليوم الذي تحتشدون فيه لنصرة إخوانكم وأبناكم في الجزائر، يخوض الجزائريون الأحرار النضال في عام الثورة الرايع، ويقاسون من العدو المحتل شر أنواع العذاب، يجب

<<  <  ج: ص:  >  >>