للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أن تذكروا تاريخكم في نضالكم الكبير، وما ارتكبه المستعمر الباغي في بلادكم من جرائم التقتيل والتخريب والانتقام؛ فلقد مشى على جثث شهدائكم من ميسلون إلى البرلمان، خلال ربع قرن طويل ... ولقد رأيتموه في أرضكم كما تسمعون عنه اليوم في أرض الجزائر، يهدم المدن ويحرق القرى ويقتل الآمنين الأبرياء ويمثل بالشهداء، ويحمل الجثث إلى الساحات العامة ليعرضها على الجمهور المفجوع ... لم تتبدل عقليته، ولم تتغير أساليبه، ولقد هزمته اخلاقه في معارك الحرب الكبرى من قبل أن تهزمه ذخائره وأسلحته، وتجرع بالمر والهوان، ذاك الاحتلال والاغتصاب، وسيمضي في غروره مغامرا باطشا حتى يخرج من الجزائر بإذن الله، كما خرج من هذه البلاد ذليلا مدحورا.

ب - كلمة الأمين العام لجامعة الدول العربية.

وبماسية (يوم الجزائر) أدلى السيد (عبد الخالق حسونة) الأمين العام لجامعة الدول العربية بما يلي: (في مثل هذا اليوم عام ١٨٣٠، اقتحمت فرنسا بقواتها وجيوشها الغازية أرض الجزائر العربية، واصطدمت بأحرار الجزائر الذين يدافعون عن كرامتهم وحريتهم واستقلالهم وسيادتهم، وخيل لفرنسا آنذاك، وبعد سبعة عشر عاما من القتال، أنها سيطرت على الموقف بالجزائر، ولكن الدماء العربية المتدفقة في عروق الجزائريين أثبتت لفرنسا قبل أن تثبت للعالم كله أنها واهمة، فهب الشعب الجزائري في ثورات متصلة على الاستعمار الأجنبي، ثم ثار هذه الثورة الخالدة منذ أربعين شهرا، خاض فيها شعب الجزائر العربى، ولا زال يخوض في إيمان وإصرار كفاحا رهيبا يتضامن فيه أبناء الشعب جميعا، ويتولى أعمال المقاومة والدفاع عدد قليل من المقاتلين بأسلحة

<<  <  ج: ص:  >  >>