للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أرزاقها، وتبيد أهلها ليستوطنها الفرنسيون دون أهلها، وجعلوها جزءا من الوطن العربي، ولكن أحرار الجزائر لم يخضعوا

للاستعمار الفرنسي، وما زالوا يجاهدون ليردوا المعتدين عن أرضهم ويحققوا لوطنهم السيادة والكرامة والحرية.

إن حرب التحرير الناشبة فيه لم تزل متقدة الأوار منذ سنة (١٨٣٠) يوم وطئت أقدام جنود الاحتلال الفرنسي أرضه المقدمة، فهب أبناء شعب الجزائر للدفاع عن وطنهم وعن حريتهم وعن كرامتهم وعرضهم، ولم يزالوا من يومئذ في جهاد متصل، لا تكاد فرنسا تفرغ من إخماد ثورة حتى تشتعل ثورة، ثم كانت الحرب التحريرية الكبرى، أربعين شهرا من الحرب، احتشد لها شعب عربي مجاهد، قد أقسم أن يموت أو يحقق لوطنه النصر الكامل، ولا بد أن يتحقق له النصر الكامل، وإن قوات فرنسا كلها تحارب اليوم في الجزائر بكل ما تملك من عتاد ومن قوة جيشا من المجاهدين الجزائريين، يمده من ورائه شعب كامل، سلاحه الإيمان بالله واليقين بالنصر، ولا بد أن ينتصر الإيمان بالله على كل ما تملك فرنسا وحلفاء فرنسا من قوى العدوان والبغي. إن فرنسا التي تزعم أنها داعية الحرية والمساواة لا تكاد تجد برهانا على إيمانها بالحرية ودعوتها لها غير جرائم التعذيب والقتل والإبادة التي ترتكبها ضد أحرار الجزائر، ولكنها لا بد أن تذوق وبال أمرها، وكما اندحرت واندحر حلفاؤها معها أمام جحافل الغزاة في سنة ١٩٤٢، فلم تستطع دفاعا ولا مقاومة، وكما أندحرت في الهند الصينية، وعزت عليها الهزيمة فلم تقو على مقاومة جيش من ثوار الهند الصينية، وكما اندحرت واندحر حلفاؤها معها أمام (بور سعيد) أمام الدفاع الباسل الذي بذله الجيش والشعب، فارتدت جيوش العدوان خاسرة ذليلة،

<<  <  ج: ص:  >  >>