والحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية تترحم بتأثر، في هذه الأوقات التاريخية، على أرواح كل الشهداء الجزائريين، والذكرى الخالدة لأولئك الذين قتلوا بكل وحشية، والذين قلب اغتيالهم الرهيب بخبث - ولؤم - إلى (فرار) أو (محاولة فرار) أو إلى (انتحار) وكأنه أريد أن تضاف اللعنة الكبرى لتضحيتهم الكبرى.
فالحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية تعاهدهم على أن تبقى وفية لمثلهم في الحرية وفي العدالة وفي الترقية الاجتماعية، والحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية النابعة عن إرادة الشعب، شاعرة الآن بسمؤولياتها، وهي ستضطلع بها كاملة، وهي تضع على عاتقها قبل كل شيء أن تقود الشعب وجيشه حتى التحرر الوطني، تعطي الكلمة للشعب الذي سيرجع إليه وحده صنع مؤسسات الدولة الجزائرية، فبتبنيه للثورة قد أعرب أمام العالم أنه يرغب في جمهورية ديموقراطية واجتماعية.
إن الشعب الجزائري هو شعب مسالم، وإن الاستعمار هو الذي دفعه إلى حمل السلاح بعد أن نفذت كل الوسائل السلمية لاسترجاع حريته واستقلاله، كما أن زيف (الجزائر الفرنسية) وفكرة (الإدماج) الوهمية، لم يكن لها أي أساس سوى سياسة القوة، فالجزائر ليست فرنسا، والشعب الجزائري ليس فرنسيا. أما الزعم - أو الادعاء - بفرنسة بلادنا فإنه يشكل أمرا فظيعا، وعملية في غير عصرها، وإجراما يدينه ميثاق الأمم المتحدة. وإن إجبار الجزائريين أن يوافقوا - عن طريق استفتاء - على المؤسسات الفرنسية البحتة، يعتبر استفزازا لا يحتمل ضد شعب يكافح من أجل استقلاله الوطني. إن الاستعماريين الفرنسيين المنتخبين في هياكلهم الامبريالية والعنصرية يحلمون بالماضي، ويريدون بحرب