بمفهوم الجهاد في العقيدة القتالية الإسلامية التي كان لها الفضل الأساسي في تحقيق التكامل في أسس فن الحرب.
٦ - وأدى اتساع أفق الأعمال القتالية أيضا إلى اعتماد المجاهدين على (خفة الحركة الاستراتيجية) في البحر، وخفة حركة القوات في البر. وقد يصاب المرء بالذهول عند استعراض دقائق الأعمال القتالية، ومتابعة ما تخللها من تفاصيل عن تحرك القوات للالتحاق بميادين القتال البعيدة والقاصية، سواء في البر أو البحر، والانتقال من مسرح عمليات إلى مسرح عمليات آخر. وهنا يظهر أيضا دور الخبرات القتالية المتوارثة منذ الفتوح الإسلامية عامة، وفي أيام الصراع على جبهة الأندلس بصورة خاصة، حيث اضطلع المرابطون والموحدون وبنو مرين وأبناء المغرب العربي الإسلامي عامة بالاشتراك في حمل أعباء الجهاد على كافة الميادين المتناثرة والمتفرقة والمتباعدة.
٧ - ربط جهد الأعمال القتالية بالجهد الاقتصادي. وتلك ظاهرة لا يمكن تجاوزها عند التعرض لمجموعة الحروب التي خاضتها الجزائر ضد أعداء الدين. إذ لم تكن المغانم إلا وسيلة لحرمان العدو من إمكاناته ولتدعيم قدرات المسلمين في الوقت ذاته. وهناك شواهد لا نهاية لها تؤكد أن الجزائر لم تكن تبغي مغنما - من أعمال القرصنة الموصوفة. إلا للحصول على المزيد من القدرة القتالية، وبكلمة أخرى، فقد كانت الجزائر تكتب قدرتها من خلال إضعاف أعدائها، وهناك معاهدات للصداقة تنص بوضوح على تقديم الدول التي تصالحها الجزائر سفنا حربية وأعتدة قتالية ومدفعية وذخائر مقابل ما تضمنه لها الجزائر من الحماية أو مقابل ما تتبادله معها من السلع التجارية أو مقابل ما تقدمه لها من امتيازات في المعاملة (صيد