للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المرجان). وتجدر الإشارة هنا أيضا إلى أن هذه الظاهرة بقيت ملازمة للسياسة الاستراتيجية الجزائرية في مختلف العهود.

٨ - وضوح الهدف في كل مرحلة من مراحل الصراع، واختيار طرائق العمليات المناسبة لبلوغ هذا الهدف. وقد حدد الجزائريون منذ البداية هدفهم ببناء الجزائر القوية، وحددوا هدفهم بتحرير بلاد المسلمين في المغرب العربي - الإسلامي من أعداء الدين، وحددوا هدفهم ببناء العلاقات داخليا وإسلاميا ودوليا بما يضمن لهم تحقيق طموحاتهم. فكانت حروبهم نوبا، بين حروب الاستنزاف والحروب التصادمية، وبين الحروب الهجومية والحروب الدفاعية، بين الحروب الثوروية والحروب النظامية. وقد يكون من الخطأ الفادح - بل وحتى الجحود - القول بأن التنوع في أساليب هذه الحروب وطرائقها قد جاء بنتيجة ردود فعل تجاه المواقف التي جابهتها الجزائر في أصعب أيامها، والدليل على ذلك هو أن الجزائر قد رفضت في مرات كثيرة عقد معاهدة صلح أو هدنة مع إسبانيا قبل الجلاء عن وهران والمرسى الكبير، ورفضت أيضا منح فرنسا امتيازات لا تتفق مع مصلحة الجزائر، ورفضت عقد المعاهدات مع دول مختلفة إلا بالشروط المناسبة للجزائر، ومن خلال هذا الوضوح في الهدف، ومن خلال التصميم العنيد على بلوغه، تم اختيار الأساليب المناسبة لخوض الصراع في كل صراع، بما يتناسب والهدف المرحلي أو الهدف النهائي.

لقد حددت هذه الأسس الاستراتيجية، وانعكاساتها على أفق الأعمال القتالية، طبيعة الصراع الذي تجابهه الجزائر، والذي تشابكت فيه العوامل الجيو - استراتيجية، بالعوامل الجغرافية والديموغراية - السكانية - مع العوامل الاقتصادية والسياسية لتشكل

<<  <  ج: ص:  >  >>