عند انتقال العدو للهجوم على أرض المغرب العربي - الإسلامي - وتبرز عند هذه النقطة مجموعة من النقاط التي يجدر التوقف عندها من جديد، وأهمها:
١ - الموقف من أعداء الداخل - أعداء الدين -.
٢ - قوة تيار الجهاد وعمق مفاهيمه.
ولقد ظهرت فوق سطح عالم الفتوحات الإسلامية بعض الانتكاسات التي تعود في جذورها إلى مفاهيم (القبلية - الجاهلية). غير أن هذه الانتكاسات بقيت محدودة الخطورة، محدودة التأثير، محدودة النتائج. غير أن هذه الظاهرة أخذت في رسم أبعاد خطيرة على ساحة الصراع في الأندلس، وهو الأمر الذي أدى إلى سقوط طليطلة، وتعاظم قدرة حكام الأندلس واستنصار المسلمين بهم على إخوانهم في الدين. الأمر الذي ضاعف من خطورة التمزق الداخلي، والذي استطاع المعتمد بن عباد علاجه بانتصاره (بابن تاشفين). وعرف الصليبيون من خلال ذلك أن قوة المسلمين تكمن في وحدتهم فانطلقوا للإسهام بتمزيق هذه الوحدة، وكان لهم دور كبير فيها. حتى إذا ما نقلوا صراعهم إلى أرض المسلمين في المغرب العربي - الإسلامي. انطلقوا إلى اعتماد هذه الوسيلة للتفريق بين المسلمين وضرب بعضهم ببعض ثم ضربهم جميعا. وكانت الجزائر المجاهدة قد أدركت هذه الحقيقة واستوعبتها فلم تعد تقبل مهادنة أعداء الداخل، وكانت في بعض الأحيان أكثر قسوة في القضاء عليهم وإبادتهم من قسوتها على الأعداء ذاتهم إدراكا منها بأن أعداء الداخل هم أشد خطرا من أعداء الخارج على الدين وعلى قضية الجهاد. وقد عالج أئمة المسلمين هذا التطرف ونجحوا في كبحه غير أنهم لم يتساهلوا أبدا في معالجة