للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الفوضى والاضطراب حتى يقتل الإفرنسيون بعضهم بعضا. ولم يكتف (الآغا إبراهيم) بعدم القيام بأية استعدادات لمجابهة احتمالات العدوان، وإنما وقف لمعارضة اقتراحات زملائه (أمثال الحاج أحمد باي قسنطينة) والتي تقضي بالاعتماد على (استنزاف قدرات العدو) والاشتباك معه بمعارك صغرى (كمائن وإغارات) وهو النوع الذي يتقن الجزائريون استتخدامه بسبب سرعتهم وخفة

حركتهم ومعرفتهم الجيدة للأرض. وقرر (إبراهيم) في مخطط دفاعه على صدم قوات العدو بمعركة تصادمية في المواجهة، وكان إبراهيم يقول: (أنه الوحيد الذي كان يعرف مناورات العدو الحربية وطرائقه التعبوية - التكتيكية). وفي مرحلة الإعداد للمعركة، أعطى (إبراهيم) كل جندي عشر رصاصات فقط. وكانت هذه الرصاصات في نظره (كافية للإطاحة بنصف الجيش الإفرنسي، وبعد ذلك لن تكون هناك حاجة لتوزيع البارود).

عندما كان (الآغا إبراهيم) يجابه الموقف بمثل هذه الاستعدادات البدائية، وعندما كان الداي (حسين باشا) يعتمد على تقديراته المتفائلة - أكثر من اللازم، كان العالم كله يعرف أن حملة فرنسا قد باتت وشيكة (حتى أن القناصل المعتمدين في الجزائر اتخذوا كل التدابير الضرورية لحماية أنسفهم وممتلكاتهم من أعمال الفوضى والنهب التي قد يقوم بها الإنكشارية وقطاع الطرق من الجزائريين والانتقال إلى مركب القيادة الإفرسية عند بدء العدوان (١). غير أن أعمال النهب والفوضى جاءت من قبل جنود


(١) تضمن تقرير لأحد القناصل نشر في: REVUE D'HISTOIRE ET DE CIVILISATION DU MAGHREB. FACLTE DES LETTRES D'ALGER. JANVIER ١٩٦٨ NO ٤ P.P. ٣٥ - ٤٩) بأن قيادة الحملة قد سمحت لعدد من =

<<  <  ج: ص:  >  >>