للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والجوالة - عناصر الاستطلاع - وقوات الدرك ووحدات أخرى خقيفة.

وأقام القائد الإفرنسي (بورمون) مقر قيادته في زاوية المرابط (سيدي فرج) حيث كانت الزاوية تشرف على الخليج بكامله. وكانت تضم مسجدا صغيرا يحيط به جدار، وبه بعض الغرف. وحول الزاوية كانت مزارع الشعير والحنطة وأشجار التين والبرتقال والزيتون. وبداخل المسجد كان هناك صندوق ذخائر سيدي فرج الذي كان مرصعا بالفضة والمرجان. فاختار (بورمون) المسجد لإقامته ونومه، وانتشر القادة في الأنحاء الأخرى وقد اختار كل واحد المكان المناسب لإقامته.

بقيت القوات الإفرنسية في مراكزها حتى يوم ١٩ حزيران - يونيو - دونما أي محاولة للتحرك، حتى تقنع الجزائريين بضعف القوة الإفرنسية وتغريهم بمهاجمتها جبهيا. وفي الوقت ذاته للإفادة من هذا الوقت من أجل ضم القوات الجديدة التي تصلهم من فرنسا، وأثناء ذلك قام الجنود الإفرنسيون بحفر الخنادق المتتالية لحماية معسكرهم، واختاروا لمدفعيتهم المرابض المناسبة.

عرف (حسين باشا) بخطورة الموقف عندما نزل الجيش الإفرنسي فعلا في سيدي فرج، فتحرك بسرعة، وطلب إلى ولاة الأقاليم الثلاثة (قسطينة ووهران وتيطري) إرسال الدعم، كما أرسل إلى داخل البلاد المراسيل يدعون الناس للجهاد، فاستجاب لندائه الرسميون والأهالي على السواء.

وأرسل أيضا إلى باي وهران يأمره بتحصين الميناء، كما أرسل إلى باي قسنطينة يأمره بتحصين ميناء عنابة، وأمر الباشا بإجراء إحصاء لعمال مدينة الجزائر وإرسالهم إلى القلاع للدفاع عنها.

<<  <  ج: ص:  >  >>