للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ورغم هذه الاستعدادات الظاهرية، والتي لم تكن كافية بقدر ما كانت متأخرة، فقد كشف الواقع عن بعض الأخطاء. فبدلا من أن يستعمل (الداي حسين باشا) هذه القوات لصد الهجوم الإفرنسي من سيدي فرج، فإنه احتفظ بها على مسافة عدة كيلومترات بعيدا عن العاصمة. وحين عبر له بعض الأجانب عن استغرابه لهذا الإجراء، أجابه حسين: (بأنه فعل ذلك ليسهل تحطيم العدو). وكان حسين ينظر بثقة إلى جنوده وتحصيناته، وكان يعتقد بأن القصبة لا تهزم وأنها تستطيع أن تقاوم عدة سنوات. ولم يدعم معسكراته سوى ببعض مئات من الجنود. ثم جمع (الداي حسين باشا) ديوانه العسكري. واستشار رجاله في الأمر، فقر رأيهم على أن يتركوا الإفرنسيين وشأنهم في سيدي فرج حتى يكملوا إنزال قواتهم واعتدتهم ووسائطهم القتالية، ثم ينقضوا عليهم بجموعهم - ما هو موجود الآن وما هو قادم من الداخل، فيقذفون بالإفرنسيين في البحر، فيتخلصوا بذلك منهم، ويغنموا أموالهم وذخائرهم، كما وقع مثل ذلك من قبل مع الإسبانيين (حملة شارلكان). وعندئذ تقرر إقامة معسكرين لحشد القوات في (مصطفى والي) و (اسطاوالي) وهما يبعدان (٥) كيلومترات عن جنوبي شبه جزيرة (سيدي فرج). وأقام قائد الجيش (إبراهيم آغا) في (اسطاوالي) ولكنه لم يحاول تنظيم القوات التي وردت إليه من سكان سهل متيجة وأهالي جرجرة. وكانت القوات تذهب كل يوم إلى معسكر الحراش الذي يبعد مسافة أربع ساعات من (اسطاوالي) وتعود كل صباح. وقد رفض (إبراهيم) مقترحات باي (قسنطينة) التي تقضي بتوزيع القوات الجزائرية - العثمانية، وجعل جزء منها غرب (سيدي فرج) لحماية العاصمة ومنع العدو من الوصول إليها. وانتقد (الباي أحمد)

<<  <  ج: ص:  >  >>