للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خطة إبراهيم) وقال: (بأن وضع القوات على ما هي عليه سيكون - مرشدا للقوات الإفرنسية فى زحفها نحو العاصمة. وطالب بالعناية بالجيش، وأن يأخذ كل قائد مجموعة منه ويعدها إعدادا كافيا). كما طالب (الباي أحمد) بحفر الخنادق حول المعسكر. ولكن رد (الآغا إبراهيم) كان سلبيا ومثبطا. فقد أجاب الباي بأنه: (يجهل التكتيك الحربي الأوروبي الذي يخالف التكتيك الحربي العربي). فلم يبق أمام (الباي أحمد) سوى الصمت. وفي آخر لحظة، اقتنع (الآغا إبراهيم) بضرورة حفر الخندق الذي كان يرى (أنه سيكون معطلا لجيشه لا لجيش العدو) وقد أذاع الجيش: (بأن كل عربي بدون سلاح يستطيع الحضور إلى المعسكر لأخذه) وعندما حضروا للمعسكر ليلا أعطاهم الفؤوس بدلا من الأسلحة وأمرهم بحفر الخندق، فتم تنفيذ ذلك في ليلة واحدة. ولكن الخندق لم يكن مفيدا، إذ أنه لم يؤمن حماية المقاتلين الجزائريين ولم يؤخر تقدم العدو.

حدثت خلال هذه الفترة بعض الأحداث الصغرى التي تجدر الإشارة إليها، نظرا لأنها تعتبر بمثابة المؤشرات للحالة الخاصة والعامة أثناء عملية الغزو. ومن ذلك إقدام بعض الجزائريين على مهاجمة الجنود الأتراك في الليل ثم الهرب. وعندما اشتكى الجنود إلى الباشا، نصحهم (بغض النظر) وعدم تضخيم الأمر. وحاول (حسين باشا) على إثر ذلك التقرب من الأهالي، فأمر بإعدام سبعة من جند الإنكشارية بسبب اعتداءاتهم على الجزائريين، وأخذ يحقد على جنوده الأتراك، وازداد اعتماده على الجزائريين. ومن ذلك أيضا، رفض (الآغا إبراهيم) معاقبة جندي إنكشاري لأنه قتل جزائريا لكي يبيع رأسه في المدينة على أنه رأس جندي إفرنسي. وقد

<<  <  ج: ص:  >  >>