للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أثار هذا الحادث حفيظة الجنود الجزائريين الذين كانوا في جيشه. ومن ذلك أيضا ما حدث أثناء هذه الساعات الحرجة، عندما ذهب جزائري (يدعى أحمد بن شنعان) إلى المعسكر الإفرنسي للتعرف على ما إذا كان الفرنسيون قد جاءووا مستعمرين أو محررين. وبعد قضاء ليلة واحدة، تركوه يعود من حيث أتى بعد أن زودوه بنسخ كثيرة من البيان الذي أعدوه ووجهوه إلى الجزائريين وأهالي المغرب العربي عامة. (انظر نص هذا البيان في قراءات - ٢ - آخر الكتاب).

وفي هذا الوقت ذاته توجه مترجم سوري كان في الجيش الإفرنسي، إلى المعسكر الجزائري محاولا إقناع القيادة بالتفاوض مع الإفرنسيين، ولكنه حمل من هناك إلى (حسين باشا) الذي أمر بقتله بعد أن ظن أنه يحاول التأثير عليه بوصفه للقوات الإفرنسية بالكثرة والضخامة. ومن ذلك، قيام بعض الجزائريين بإجراء اتصالات مع الإفرنسيين، والتظاهر بصداقة فرنسا، وإعطاء تقارير خاطئة عن حالة البلاد وحالة الجيش. ومن ذلك أيضا ما ذكر من أن (إبراهيم باشا) قد تسلم من الباشا حسين صالح) من المال لتوزيعها على المجاهدين لتشجيعهم، ولكنه لم يعط أحدا منهم شيئا. وكان (الباشا حسين) قد وعد الجزائريين بدفع مبلغ (٥٠٠) فرنك لكل من يحمل له رأسا للعدو. وكلف (الآغا إبراهيم) بدفع المبلغ في مكانه مقابل وصل استلام. غير أن (الآغا) لم يدفع شيئا. وكان يقول لمن يأتيه برأس العدو: (تعال خذ المبلغ بعد المعركة). وذكر كذلك: (أن الآغا إبراهيم) ترك معسكره دون حراسة قوية (بحيث كان يستطيع كل إنسان دخوله والخروج منه بدون أن يعترضه معترض). وعندما تقرر مهاجمة المعسكر الإفرنسي: (خرج إبراهيم وحاشيته من المعسكر إلى سيدي فرج تاركا المعسكر خاليا إلا من حوالي (٤٠) شخصا

<<  <  ج: ص:  >  >>