للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لحراسة الأثاث، ولكنهم كانوا بدون سلاح). وهكذا - وكما وصف أحد مسؤولي الجزائر - الحاج حمدان خوجة - الموقف بقوله: (لقد ذهب الآغا إبراهيم لمحاربة الإفرنسيين، بدون جيش منظم، وبدون ذخيرة، وبدون مؤونة، وبدون شعير للخيل، وبدون المقدرة الضرورية على مواجهة الحرب) (١). فكانت (غلطة، من الوالي حسين باشا، لا تغتفر. لأنه عين الآغا إبراهيم لممارسة قيادة هو غير كفء لها في وقت هو من أخطر ما جابهته الجزائر).

مضى أسبوع تقريبا على إنزال القوات الإفرنسية في المنطقة المحصنة طبيعيا حيث كانت المرتفعات الأرضية تحمي ميمنتهم وقلبهم. وفي مساء ١٨ حزيران - يونيو - أقام والي الجزائر (حسين باشا) مأدبة عشاء أشبه ما تكون (بمؤتمر حرب) حضرها: (باي قسنطينة وخليفة باي وهران، وباي تيطري، وخوجة الخيل وقائد الجيش الآغا إبراهيم) وتقرر مهاجمة المعسكر في صبيحة اليوم التالي.

بدأت المعركة الحاسمة مع بزوغ الشمس ليوم ١٩ حزيران - يونيو - والتقف القوتان في معركة جبهية أظهر فيها العرب والترك شجاعة نادرة وكفاءة عالية مما أوقع القوات الإفرنسية في مأزق حقيقي ووصل المجاهدون إلى تحصينات الإفرنسيين، ورفعوا علم الجزائر فوقها. ولاحت بواكير النصر لمصلحة المسلمين غير أن القوات الإفرنسية تلقت دعما قويا تعززه المدفعية في اللحظة الحرجة وتحول الموقف بسرعة. فأخذت (جيوش الباشا) بالتراجع والانسحاب، وهو التراجع الذي لم يلبث أن تحول إلى (هزيمة)


(١) المرجع: تاريخ الجزائر الحديث - الدكتور أبو القاسم سعد بالله - ص ٣٢ - ٣٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>