للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

به القائد الجديد من الخبرة القتالية والشجاعة. فكان كل ما عمله هو جمع الغنائم واختيار البنادق الطويلة لإطلاق الرصاص بنفسه على الإفرنسيين. وتحصين البساتين حول مدينة الجزائر. وفي هذا الوقت كانت القوات الإفرنسية قد توقفت لإعادة تنظيم قواتها وتحصين مواقعها التي وصلت إليها. وبعد مناوشات بسيطة خلال هذه الفترة تمكن الإفرنسيون من إفراغ بقية السفن، وأصبحوا على استعداد لمتابعة التقدم نحو الجزائر التي لم يبق بينهم وبينها أكثر من ستة كيلومترات. فهيؤوا هجوما منظما، وانقضوا على جنود الداي الذين خاضوا المعركة بشجاعة عالية، وأظهر الأتراك والعرب والبربر من العناد قدرا كبيرا حتى أن معظمهم لم يغادر مواقعه واستمر في المقاومة حتى أبادت نيران العدو القوات المدافعة عن مواقعها. واستطاع الإفرنسيون التقدم حتى أشرفوا على المدينة، واقتربوا من (برج مولاي الحسن) وهو مركز الدفاع الأكبر لإطلاق نيران مدافعهم عن القلعة.

أثناء ذلك كان وزير المالية (الخزنجي) المكلف بقيادة الحامية المدافعة عن (برج مولاي الحسن) والذي كان موضع ثقة الداي (حسين باشا) قد أخذ في التآمر مع الإفرنسيين على سيده الداي، مدفوعا إلى ذلك بما عرف عنه من الطموح - أو الطمع - الذي وصل به إلى درجة الحقد. والذي كان له دوره في القضاء على حياة قائد الجيش السابق (يحيى آغا) ثم أخذ في التقرب من الإنكشارية في محاولة لكسب تأييدهم له للاستيلاء على السلطة. وها هو الآن يحاول التفاوض مع الإفرنسيين ويعد مشروعا للتفاوض على شروط الصلح، في حين كانت الحامية تدافع ببطولة عن القلعة من يوم ١ تموز - يوليو - حتى يوم ٤ منه، وأثناء ذلك كانت المدفعية الإفرنسية قد

<<  <  ج: ص:  >  >>