حيا، وإن أردتم التسليم فسأتلف القصبة وأموت فيها) ثم نهض ليوقد النار في خزينة البارود، وما استطاعوا صده عن ذلك إلا بجهد جهيد. غير أن هذا الحادث أضعف من إرادة (الباشا حسين). فأرسل (بومرزاق مصطفى) إلى القائد العام الإفرنسي بعد ظهر يوم ٤ تموز - يوليو - ليعرض عليه أمر الصلح، ويعد بإعطائه نفقات الحملة الحربية، ويؤكد له صداقة الباشا، وحرية التجارة الإفرنسية في البر والبحر. ولكن الجنرال (دوبرمون) القائد العام رفض هذه المقترحات، مدعيا أنها لا تساوي ثلم شرف فرنسا، ولا تعادل ثمن دماء الإفرنسيين وخسائرهم، فقد قتل منهم (٤٠٠) رجل، وجرح أكثر من ألفي شخص. وبعد ساعتين تقدم إلى القائد العام تاجران من أغنياء الجزائر، وقالا له: أنهما مندوبان عن أشراف المدينة ويطلبان الهدنة والصلح. ولما أقبل المساء ذهب (بومزراق) مع قنصل إنكلترا إلى المعسكر الإفرنسي. وأظهر مصطفى استعداده لخيانة سيده، وحمل رأسه إليه، وتنصيب (الخزنجي) مكانه، غير أن (بورمون) أجابه: (بأنه لم يأت لمساعدة المتآمرين ولكنه جاء حتى يحارب، وأنه يقبل اقتراح حسين باشا الذي ينص على الاستسلام). وعندها سأل (بومزراق) و (القنصل الإنكليزي) عن الشروط التي يريدها، فدخل (بورمون) وحررها وسلمها إلى (بومرزاق) الذي عاد بها إلى (حسين باشا) فوقعها هذا بعد أن قرأها على رجاله وحاشيته (١).
كان أول ما فعله الكونت (دوبورمون) هو حل منظمة الإنكشارية التي كان عدد أفرادها العزاب (٣٥٠٠) والمتزوجين