حوالي (الألف). وأفاد (اليهود) من هذا الموقف فانطلقوا في حملة انتقامية من أسيادهم وحماتهم سابقا، فنهبوا أموالهم ومنازلهم، واعتقلوا عددا من العثمانيين عندما تأكدوا من اقتراب الجيش الإفرنسي، وأخذوا يرقصون في الشوارع معلنين ولاءهم للسيد الإفرنسي الجديد. أما (دوبورمون) فاكتفى بترحيل الإنكشارية غير المتزوجين إلى آسيا الصغرى بعد تجريدهم من أسلحتهم. وبعد ذلك، تبادل حسين باشا - الذي كان قد بلغ الخامسة والستين من عمره - وبورمون - الزيارات، فزار الباشا أولا بورمون مصحوبا بحوالي خمسين شخصا من العرب والأتراك، وطالب باسترداد أثاثه وحاجاته التي منها كيس يحتوي على (٣٠) ألف قطعة ذهبية.
وكانت زيارة الباشا يوم ٧ تموز - يوليو - وفي اليوم التالي زاره بورمون وخيره في المكان الذي يريد الذهاب إليه، فاختار أولا مالطا، ولكن خوفا من بريطانيا خيره (بورمون) في مكان آخر، فاختار (نابولي) التي كان ملكها صديقا للباشا، فقبلت رغبته، وفي ٣١ من الشهر ذاته، وصل حسين باشا باي الجزائر السابق إلى (نابولي) على متن السفينة الإفرنسية (جان دارك) وكان برفقته (١١٠) أشخاص من بينهم (الآغا إبراهيم - صهر الباشا) ووزير المالية (الخزنجي) ومن بينهم أيضا (٥٧) امرأة من الحرائر والوصيفات.
لقد كانت الاتفاقية الموقعة بين الداي حسين باشا وقائد الحمله (دوبورمون) خاصة بمدينة الجزائر، في حين كان الداي (حسين) حاكما لكل الجزائر، وكان من المفروض أن ينتقل من ولاية إلى ولاية (من بايليك إلى بايليك) ومن مدينة إلى مدينة، وألا يستسلم بمجرد خسارته لأول معركة لم يتم الإعداد لها بصورة