مناسبة. فخان بذلك قضية الجزائر، وفرط بالأمانة وترك لشعب الجزائر مسؤولية تصحيح (الخطأ التاريخي) أو (الجريمة التاريحية).
دخلت القوات الإفرنسية إلى مدينة الجزائر مع شروق شمس (الخامس من تموز - يوليو - ١٨٣٠) وأصبح هذا اليوم نقطة تحول حاسمة في تاريخ الجزائر. إذ يعتبر الحد الفاصل بين نهاية الإسلام وبداية المقاومة المتصاعدة، وأخذت الأجيال تتناقل مع كل تطور ذكريات (عشية ليل الاستعمار) الذي بدأ في صباح ذلك اليوم.
وطئت أقدام الغزاة البرابرة أرض الجزائر الطاهرة. واقتحموا أسوار (المحروسة) فنزعوا الأعلام الجزائرية عن الحصون والأبراج ودور الحكومة، ورفعوا مكانها الأعلام الاستعمارية، واستولت القوات الإفرنسية على خزينة الدولة الجزائرية وأملاكها بعد احتلالها العاصمة. وانطلقت لنهب (الأملاك الأميرية) أو المؤسسات العامة، وأموال الحكومة وكنوزها وثرواتها وما تضمه مستودعاتها من المواد الغذائية والأعتدة الحربية، وتم تقويم هذه المسروقات بمبلغ (١٥٠) مليونا من الفرنكات الذهبية. (وقد سجل المؤرخون بأن ضباط الحملة الاستعمارية اختلسوا (١٠٠) مليون فرنك لأنفسهم، ولم يطلعوا الحكومة على أكثر من (٥٠) مليون فرنك ذهبي. مدعين أن هذا هو المبلغ الذي وجدوه في الخزانة الجزائرية.
كانت الغنائم التي حصل عليها الإفرنسيون - بالإضافة إلى محتويات الخزانة الجزائرية - تشمل ألفي مدفع، منها ثمانمائة مدفع