للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في العالم ما عرفته الجزائر من الفوضى يوم اجتاحتها القوات الإفرنسية. فقد اختفت الحلق والسلاسل والعقود والصواري والأخشاب والسنانير من الميناء، واقتلعت الأبواب من المحلات العامة. ونهبت الأموال والأثاث والحلي من المنازل. وكثر الاعتداء على الأشخاص والأعراض) (١) هذا في حين كانت القوات الإفرنسية تنطلق في الشوارع لتوزيع المنشورات على المحلات العامة، ولتعلق على الجدران تلك الإعلانات: (لتؤكد للسكان احترام السلطات الإفرنسية للدين الإسلامي والنساء والممتلكات، وأن المسلمين هم الذين سيتولون باستمرار إدارة أمورهم) (٢) غير أنه لم يمض أكثر من شهرين على هذا التعهد، حتى أمر القائد العام بمصادرة ممتلكات الأتراك وأراضي الأوقاف، وأسرع القائد (روفيجو) (٣) فأمر بتحويل أجمل مسجد في مدينة الجزائر إلى كنيسة، وقام الجنود الإفرنسيين باقتحام المسجد على حين كان في داخله أربعة آلاف مسلم، وأعملوا فيهم القتل بالحراب وهم يؤدون الصلاة داخل المسجد الذي لم يلبث أن تحول إلى (كاتدرائية الجزائر). ولم يكن من الغريب أن يستقبل الجزائريون العزل قوات الغزاة البرابرة - بمزيج من مشاعر الغضب


(١) - GABRIEL (ESQUER): LA PRISE D'ALGER ١٨٣٠ - PARIS - ١٩٢٩ EDITION P: ٤١١.
(٢) - REVUE D'HISTOIRE ET DE CIVILISATION. ALGER. JANVIER ١٩٦٨ N° ٤ OP. ٤٢.
(٣) روفيجو: (RENE SAVARY: DUC DE ROVIGO) جنرال إفرنسي (١٧٧٤ - ١٨٣٣) برز اسمه في معركة أوسترالانكا: (OSTROLENKA) وهي المدينة البولونية التي انتصر فيها الإفرنسيون على الروس سنة ١٨٠٧، وأصبح وزيرا للشرطة في عهد الإمبراطورية الأولى وهو مؤلف كتاب مذكرات (MEMOIRE)

<<  <  ج: ص:  >  >>