للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

استمر في قيادة جهاد الناحية الشرقية حتى سنة ١٨٣٧) والشكل الثاني هو المقاومة الشعبية التي برزت بصورة خاصة في الناحيتين الوسطى والغربية من الجزائر. ويدحض ذلك مقولات التفسير الإفرنسية الخاطئة للمقاومة. أن سبب المقاومة الحقيقي هو في (رفض مبدأ الاستعمار ذاته) والذي جاءت الممارسات الاستعمارية ذاتها لتدعم فكرة الرفض والمقاومة للاستعمار.

لقد كان الحكم الإسلامي، عبر تاريخه الطويل، مناقضا للتعصب، ولم يثر التعصب الإسلامي إلا نتيجة (التعصب الصليبي) وكان المسلمون هم حماة اليهود منذ فتح الشام وحتى خروجهم من الأندلس، وخلال هذه المرحلة التاريخية المتطاولة شارك اليهود المسلمين انتصاراتهم بقدر ما استثمروا قدراتهم، وتعرضوا أيضا لما يتعرض له المسلمون عند مجابهة (مأساة انهيار الأندلس الإسلامية). غير أن اصطناع الإفرنسيين لليهود في الجزائر، واندفاع اليهود لدعم الصليبية المسيحية ضد المسلمين هي التي شملت (اليهودية والاستعمار الإفرنسي الصليبي) بشعور واحد مبعثه الغضب ضد هذا الواقع المفروض بقوة السلاح.

لقد أظهرت الطائفة اليهودية في الجزائر ميلا واضحا إلى الإفرنسيين، كما أظهر هؤلاء لليهود عطفا أوضح، واعتمدوا عليهم في إدارة العهد الجديد نظرا لمعرفته بالبلاد. وقد مارس اليهودي (ديني) وكيل التموين دورا بارزا في حمل القائد العام الإفرنسي على حماية اليهود ودعمهم واستخدامهم. فعينت الإدارة الإفرنسية منذ اليوم التالي للاحتلال اليهودي (سرور) رئيسا للمترجمين غير الإفرنسيين. وقد أصبح (بكري) صاحب نفوذ كبير حتى أن الجيش

<<  <  ج: ص:  >  >>