(للأمير عبد القادر) وانضم إلى قواته، ومما حفظه له التاريخ قوله:(لقد غرر الإفرنسيون بأبي، وأرغموه على أن يكون عميلهم ضد الشعب، غير أنه أدرك بعد فوات الأوان، أن من واجب كل جزائري ألا يرضى بالاستعمار، ولقد استسلم لهم بعد أن أعطوه كلمة الشرف بأنه لن يمس بأذى، ولن يخرج من بلاده، وبعد ذلك رأوا أنه لا بد لهم من إخراجه من الجزائر، فاستولوا على أمواله، وشردوا أسرته، وعلى كل حال، فإن ما قامت به فرنسا من التنكر لباي تيطري ليس بالأمر المستغرب، لأن فرنسا اعتادمت على إعطاء كلمة الشرف ثم العمل على سحبها وفقا لما تقتضيه الظروف. ويعرف العالم أجمع حقيقة أن فرنسا لا ذمة لها ولا مروءة ولا شرف. وأن المعاهدات التي تبرمها مع هذا أو ذاك هي معاهدات قصيرة العمر جدا). لقد كان غدر الاستعمار الإفرنسي بالجزائريين عاملا أساسيا في جملة العوامل التي أسهمت في توسيع الهوة الفاصلة بين الأجهزة الاسعمارية والأجهزة الوطنية الجزائرية، وظهر ذلك بصورة خاصة في (وهران) حيث لم يترك المواطنون الوهرانيون وسيلة إلا استخدموها للدفاع عن مقدساتهم وحرياتهم وكرامتهم، وبذلوا جهد المستطاع لحشد كل القدرات والقوى المتوافرة للجهاد ضد أعداء الدين والوطن، وكان في جملة جهودهم المبذولة إرسال وفد منهم إلى (العلامة محيي الدين) ومطالبته بتولي القيادة ورفع راية الجهاد. غير أنه اعتذر عن ذلك بسبب سوء حالته الصحية، وكبر سنه. فما كان منهم إلا أن توجهوا إلى سلطان المغرب - نظرا لاتصال التراب الوهراني بالمغربي وقرب وهران من المغرب - فقبل ملك المغرب ما طلبه منه أهل وهران، وأرسل جيشا بقيادة أحد الأمراء ليكون قائدا عاما على وهران. وقد اتخذ الأمير