أحمد) في الحامة لأنه عرف أن خصومه الأتراك قد قاموا بانقلاب ضده، وعينوا بايا جديدا مكانه يدعى (حمود بن شاكر). ولكن أنصاره تحركوا عندما علموا بعودته تحت قيادة خليفته (ابن عيسى) وبعض العلماء، وعندما تأكد خصومه من عدم تأييد أهل البلاد لهم قتلوا زعيمهم وأعلنوا توبتهم وولاءهم. وتظاهر (الحاج أحمد) بالعفو عنهم؛ ولم يلبث أن (حاكم قادة المنشقين) وأمر بقتلهم وجعلهم مثالا لغيرهم. وحصل منذئذ كره شديد ضد الأتراك وأصبح لا يثق بهم. واعتمد على تأييد العنصر العربي - الجزائري -الذي أخذ في تكوين جيشه من رجاله. وكان (الحاج علي) يتعرض لضغوط ديبلوماسية قوية، فكان أول عمل له جمع ديوانه واستشارته في موضوع رسالة القائد الإفرنسي (كلوزول) التي تتضمن (تعيين الحاج أحمد بايا على قسنطينة باسم الملك الإفرنسي، شريطة أن يدفع له اللازمة - الجزية -) غير أن الديوان رفض بشكل قاطع الاقتراح الإفرنسي باعتبار أن الحاج أحمد يستمد سلطته الشرعية من الشعب ومن السلطان العثماني - المسلم - لا من ملك فرنسا. وأرسل (الحاج أحمد) رسالة إلى السلطان محمود يشرح له الموقف. وأثناء ذلك، أصدر (كلوزول) قراره بعزل (الحاج أحمد) واتخذ في الوقت ذاته إجراء (خبيثا) لإضعاف موقف (الحاج أحمد) حيث وقع (كلوزول) معاهدة مع تونس يصبح بمقتضاها (سي مصطفى) أخو باي تونس في تلك الفترة (بايا على قسنطينة) خلفا (للحاج أحمد)(١). ولم توافق فرنسا على هذه المعاهدة، غير أن هدف
(١) وقعت هذه المعاهدة في ١٨ تشرين الأول - أكتوبر - ١٨٣٠، وهناك معاهدة أخرى شبيهة بها وقعها الجنرال - كلوزول - مع ممثل آخر عن باي تونس (اسمه خير الدين) لحكم إقليم وهران.