المعاهدة قد تحقق بتصعيد الصراع بين (قسنطينة) و (تونس). إذ عمل (باي تونس) بعد توقيع المعاهدة على إرسال الرسائل إلى إقليم (قسنطينة) داعيا الناس إلى الثورة ضد (الحاج أحمد) متهمة إياه بالاستبداد والطغيان والخروج على طاعة السلطان، ومعلنة انضمام قسنطينة إلى تونس. وتجنبت هذه الرسائل ولو مجرد الإشارة إلى الاتفاق مع فرنسا (كلوزول). وأصبح على الحاج أحمد أن يخوض الصراع على عدة جبهات: جبهة ضد فرنسا، وأخرى ضد تونس، وثالثة ضد إبراهيم الذي أعلن نفسه بايا على عنابة، وطالب بعودته إلى (قسنطينة) ورابعه ضد باي (تيطري) الذي أعلن نفسه (باشا الجزائر) خلفا (لحسين باشا) وطالب الحاج أحمد الاعتراف به. وخامسة ضد (فرحات بن سعيد شيخ العرب) الذي عزله (الحاج أحمد) وعين بدلا منه خاله (بوعزيز بن غانه) هذا بالإضافة إلى المؤامرات التي حيكت ضده داخل عاصمته. ولم يقف (الحاج أحمد) مكتوف اليدين، فجمع ديوانه، وعرض عليهم دعوى (باي تونس) فقرر الديوان إرسال رسالة إلى باي تونس يعلمه فيها: (أنه لا حق له بالمطالبة بقسنطينة. وأن السلطان محمود هو المرجع، فكما أن باي تونس يستمد سلطاته منه، فكذلك باي قسنطينة، وأن أهل قسنطينة راضون بحكم الحاج أحمد).
اتخذ (الحاج أحمد) خطوة حاسمة بعد ذلك، إذ حمل لقب (باشا) وأمر بضرب السكة (النقود) باسمه وباسم السلطان العثماني. فانتزع المبادرة من (باي تيطري)(١) وأحبط مخطط (باي
(١) أعلن (باي تيطري) مصطفى بومزراق نفسه باشا، وطلب من الحاج أحمد الاعتراف به لكي يرسل إليه (القفطان) فلم يرد عليه. وقال للوفد (نحن سواء) والبارود =