للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تونس) ثم عين وزيرا للمالية (هو مساعده بن عيسى) باسم خزنجي - وأعلن أن هذه الإجراءات الإدارية تخوله ممارسة السيادة على الرأي العام. غير أن المعركة بينه وبين باي تونس لم تتوقف وإنما انتقلت إلى بلاط السلطان العدناني، فقد علم (الحاج أحمد) أن باي تونس قد بعث برسائل إلى السلطان يصف فيها باي قسنطينة بظلم الرعية والخروج عن الطاعة. فلجأ الحاج أحمد إلى إرسال وفد برئاسة (سي علي بن عجوز) أحد أعيان قسنطينة ومعه أحد ثقاته وهو (الحاج مصطفى) إلى استانبول، حيث ظل أربعة شهور. وقد حمل الوفد إلى السلطان موقف الإرادة العامة التي استندت على توقيعات رؤساء القبائل وأعيان البلاد وجميعها تؤيد حكمه وتنفي عنه الاستبداد والظلم. وبعد السيطرة على الموقف في قسنطينة، التفت (الحاج أحمد) إلى خصومه الذين تخلص من بعضهم بمساعدة الظروف، ولكن بعضهم ظل كالشوكة في حلقه. فقد خرج لمحاربة إبراهيم وفرحات بن سعيد. فهرب الأول إلى عنابة عن طريق تونس، والثاني إلى أولاد جلال في أعماق الصحراء، حيث ظل يحارب بدون هوادة، وكان (إبراهيم) في عنابة قد تواطأ مع الإفرنسيين أولا، ثم أعلن الحرب عليهم، وأخرجهم من المدينة، ولكن ابن عيسى، مساعد الحاج أحمد، حاربه واضطره للهروب، ثم تحولت المعركة على عنابة بين ابن عيسى والإفرنسيين. وعندما أيقن (ابن عيسى) من تغلب الإفرنسيين عليه، خرج منها هو وسكانها، ودخلها الإفرنسيون من جديد، واستقروا بها بعد سنتين


= هو الذي يقرر بيننا. فعزله بومزراق وعين بدله غريمه إبراهيم. ولكن بومزراق انهزم أمام الإفرنسيين وأسروه في تشرين الثاني - نوفمبر - ١٨٣٠ واستقر بعد ذلك في الإسكندرية، وتخلص الحاج أحمد بذلك من أحد خصومه.

<<  <  ج: ص:  >  >>