للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من احتلال الجزائر. وقد كان احتلالهم لعنابة، أهم موانىء إقليم قسنطينة، سببا في توتر مستمر بين فرنسا والحاج أحمد. وقد عين الإفرسيون على عنابة (يوسف المملوك) (١). أما إبراهيم، فقد احتمى بالجيال، وواصل مقاومته للحاج أحمد إلى سنة ١٨٣٤ م. وكان في الوقت ذاته يحارب الإفرنسيين، ثم التجأ إلى (مدينة المدية) حيث مات، ويقال أنه اغتيل من عملاء الحاج أحمد. وإذا كان الإفرنسيون قد خلصوا (الحاج أحمد) من خصمه (بومزراق) حين أبعدوه إلى الإسكندرية (خريف ١٨٣٠م) كان ابنه (سي أحمد) قد انضم إلى الحاج أحمد وأصبح خليفة له ورشحه أن يكون صهرا له. غير أن (سي أحمد) لم يلبث أن فر من عنده، والتجأ إلى الأمير عبد القادر (الخصم الآخر للحاج أحمد) (٢).

بذل (الحاج أحمد) جهودا كبيرة للحصول على دعم عاجل من (السلطان محمود) غيرأن جهوده لم تنجح في تأمين المساعدات خلال الفترة التي كانت فيها (قسنطينة) أحوج ما تكون لهذه المساعدات. وعاد الوفد الذي أرسله (الحاج أحمد) لهذه الغاية وهو يحمل ردا غامضا من السلطان (يحمل توقيع رؤوف باشا).


(١) يوسف مملوك: يهودي مرتد، كان أسيرا لدى باي تونس، ووقع في غرام ابنة هذا الداي، وعندما اكتشف أمره، هرب إلى الجزائر، ثم التحق بالجيش الإفرنسي، وأصبح من المغامرين فيه. وأصبح جنرالا كبيرا فيه، وكان له دور خطير في احتلال قسنطينة، وزعم أنه ابن غير شرعي لنابليون الأول، وأنه من جزيرة (البا) (تاريخ الجزائر الحديث - الدكتور أبو القاسم سعد الله ص ١٣٣ - ١٣٤).
(٢) جاء في (تاريخ الجزائر الحديث - الدكتور أبو القاسم سعد الله - حاشية صفحة ١٣٥) ما يلي: (هرب سي احمد بأموال الحاج أحمد. وقد أكرمه الأمير - عبد القادر - ثم كواه بالنار عندما اكتشف انحرافه - ففر من عنده أيضا إلى الإفرنسيين).

<<  <  ج: ص:  >  >>