عملية لفائدة التعاون الإفرنسي - الجزائري. ومذكرة (بوضربة) مقسمة إلى سبعة فصول تضم عناوين مثل: (التنظيم البلدي وتطبيق القضاء والعدل، والتنظيمات الخاصة بالمناطق الداخلية، وإدارة المؤسسات الخيرية وغيرها). وقد اعتمدت (اللجنة الإفريقية) على أفكار بوضربة (لأنها - حسب تعبير رئيس اللجنة الإفرنسي - لم تكن كلها تمنيات مثالية - (يوتوبيا) بل إن الحكومة الإفرنسية قد طبقت بعضها، ولا سيما الأفكار الخاصة بالتنظيم القضائي والإدارة البلدية).
وجه (بوضربة) نصائحه إلى فرنسا بأن تتبع في الجزائر سياسة العدل والحزم المقترن باللين والاعتدال عند التعامل مع الجزائر، لأن ذلك هو الوسيلة الوحيدة التي تؤدي إلى نتائج طيبة. ونصح كذلك بأن تتفادى فرنسا تطبيق نظام الأتراك في حكم الجزائريين،
فتعتمد على البايات، باعتبار أن هذا التنظيم لا يتلاءم مع تنظيم الإدارة المتبع في فرنسا. ومن آرائه - الجدلية - في هذا الموضوع اقتراحه بأن تعين فرنسا (آغا فرنسيا) على القبائل الجزائرية وليس (آغا) عربيا. ودافع (بوضربة) عن اقتراحه بأن الجزائريين يشكون في الآغا الذي هو منهم، إذا دافع عنهم أمام الإفرنسيين بخلافه إذا كان فرنسيا، فإنهم لا يشكون في إخلاصه إذا دافع عنهم، فهم مثلا لن يتهموه بأنه كان عميلا لبلاده بخلاف العربي. وانتقد (بو ضربة) طريقة الاحتلال الإفرنسي وقال: (أن أسوأ ما تميز به هو عدم اتباعه لنظام ثابت) وأنه (لم يضمن الحماية لأحد - حتى الذين ساندوه أمثاله - فكانت النتيجة أن كل الذين كانوا مع الاحتلال قد تخلوا عنه. وأن الذين كانوا سيرحبون به لم تعد لديهم الجرأة للإعلان عن