الشر. وبفضل ذلك، سيقوى النظام. وإذا حاربنا تحت لوائه، فتقدم نحو انتصار مؤكد).
وتوجهت بعثة جزائرية نحو (فاس) وهي تضم عشرة أفراد من كبار شيوخ المرابطين وأكثرهم نفوذا وتأثيرا. ومضت ستة أشهر قبل أن يعلن سلطان فاس عن موافقته على ما طلبه إليه شيوخ المرابطين. ووجه جيشا بقيادة ابنه (علي) ومعه (٥) آلاف فارس ومدفعي ميدان وعسكر هذا الجيش في تلمسان (الواقعة في إقليم وهران). وأسرعت القبائل فأعلنت ولاءها لسلطان المغرب. وأخذت المقاومة في التعاظم، وأدركت الحكومة الإفرنسية ما يتهدد مشاريعها من خطر، فوجهت تهديدها إلى سلطان المغرب الذي أظهر خضوعه للتهديد فأمر (ابنه علي) بالانسحاب إلى ما وراء الحدود المغربية. واجتمع شيوخ المرابطين، وقرروا إسناد منصب السلطان على (محيي الدين) وتوجهوا في جماعة منهم إلى (قيطنة). غير أن (محيي الدين) رفض العرض بتواضع، وأوصى بتوجيه نداء جديد إلى المغرب. وفشلت هذه المحاولة بإقناع (سلطان المغرب) بتحمل مسؤوليته التاريخية. واتجهت الأنظار مرة أخرى نحر (محيي الدين) الذي لم يتمكن من رفض طلبات شيوخ العرب فقال لهم: (إنني لا أصلح أن أقوم بواجبات سلطان العرب. ولكنني سأقوم بما يحتمه علي الدين. وسأذهب معكم إلى الجهاد). وكان العرب قد بذلوا محاولات متعددة لاستعادة وهران التي احتلتها قوات الإفرنسيين. فقام محيي الدين بدخول المعركة تحت قيادة ابنه عبد القادر.
كانت قد مضت فترة على العرب وهم يحاصرون (وهران) ويركزون جهدهم بصورة خاصة على (قلعة فيليب) الواقعة إلى جنوب المدينة، غير أن هذه الإغارات لم تؤد إلى نتيجة تذكر، فقرر (عبد