عهد الازدهار الإسلامي مركزا للحكومة وفيها مدرسة ثانوية تخرج منها عدد من العلماء والشعراء. غير أن الصراع بين حكام القيروان و (فاس) في نهاية القرن العاشر الميلادي تسبب في تدميرها نهائيا، فجاء الأمير عبد القادر، وصمم على إعادة مجدها لها، مستفيدا من موقعها الجيو - استراتيجي الحصين، فوضع حجر الأساس لأول حجرة (غرفة) فيها - في شهر أيار (مايو) سنة ١٨٣٦، ووضع بنفسه خطة التحصينات التي يجب أن تحيط بها، ودفع جوائز إلى كل القبائل القريبة منها حتى ترسل له العمال للاسهام في بناء الحصون. وأحضر سكان (معسكر) ومعهم معاولهم ومجارفهم وسلالهم للعمل فيها. كما أرسلت (المدية ومليانة) الأجبان والفواكه المتنوعة، وقد كانت هذه المواد التموينية بالإضافة إلى الخبز الأبيض الجيد، وإلى وجبات اللحم والأجور، من العوامل التي أسهمت بإنجاز العمل، فسرعان ما شيدت المنازل وظهرت الشوارع، وتقاطر عليها المواطنون من مختلف الأجناس للاستقرار فيها واستيطانها، فكان هناك العرب والأندلسيون والكراغلة (أب تركي وأم عربية جزائرية) الذين قدموا مع عائلاتهم لكناها بالإضافة إلى بقية المواطنين القادمين من (معسكر ومازغران - مازغنان - ومستغانم). وقد تحدث الأمير عن هذا الإنجاز بقوله: (كانت - تاقدامت - ستصبح مدينة كبيرة، وهمزة وصل للتجارة بين التل والصحراء. وقد مر العرب بموقعها، وجاؤوا إليها في غبطة لأنها تمنحهم فرصا كبيرة للربح، وبالإضافة إلى ذلك، كانت تاقدامت شركة في عين القبائل الصحراوية المستقلة، فهم لا يستطيعون الهروب مني. وقد سيطرت عليهم بمجرد التحكم في حاجاتهم المادية. فما دامت الصحراء لا تنتج الحبوب فهم مضطرون أن يأتوا إلي للتموين، لقد بنيت - تاقدامت -