للإعدام إلا بعد حكم مطابق لشريعة الله التي لم أكن سوى منفذ لها. ولذلك كان يرافق جيشي أينما ذهب، قاض ومساعدين، أحدهما رئيس الشرطة (الذي كان ينفذ الأحكام). ولم يكن الناس ينظرون إليه باشمئزاز على فعله ذلك، ما دام ليس هو في الواقع المنفذ للقتل بل القانون. ولا شك أن كثيرا قد عانوا من نظامي هذا، ولكن لم يعان أحد بدون حكم شرعي. وجميعهم قد ارتكبوا نوعا ما من الجرائم أو خانوا دينهم. إن شريعتنا صريحة، في أن كل من أعان العدو ببضائعه فقد أحل بضائعه، وكل من أعانه بسلاحه فقد أحل حياته. ولقد أصبحت الطرق آمنة تماما، بفضل يقظة خلفائي وأعواني وقادتي، وبفضل المسؤولية التي حملتها القبائل عن كل الجرائم والسرقات التي تقع في مناطقها. وكانت يقظة الشرطة قد جعلت الناس آمنين مطمئنين، وبعبارة أخرى، فرغم وجودي بين شعب يعيش تحت الخيام، وكان لذلك من الصعب أن يدار وأن يوجه لاتساع المساحة التي كان منتشرا فيها، فقد استطعت أن أصل إلى عهد أصبحت فيه سرقة الخيول بالليل غير معروفة، وأصبحت المرأة تستطيع الخروج وحدها دون أن تخاف المهانة. وعندما يعلق الناس على هذه النتيجة الكبيرة ويطلبون السبب، كان العرب يجيبون:(إن مصائد السلطان منصوبة وليس هناك حاجة لنصب مصائدنا الخاصة). وفي الوقت ذاته أدت إصلاحاتي إلى الارتفاع بالروح العامة. فالعهر قد حورب بشدة. ولو شاء الله لانتهيت بإعادة العربب إلى طريق القرآن الذي ابتعدوا عنه كثيرا. لقد منعت منعا باتا استعمال الذهب والفضة في ثياب الرجال، لأنني كنت أكره التبذير والتحلل الذي يؤدي إليه، ولم أتسامح إلا بتزيين الأسلحة والسروج. أليس من واجبنا أن نعز وأن نكبر ما ساهم كثيرا في