سلامتنا؟ أما النساء فإن الحظر لم يشملهن. إن الجنس الضعيف يحتاج إلى تعويض، لأن الرجل في إمكانه التمتع بجميع أنواع اللذائذ التي يرغب فيها، الحرب والصيد والأشغال الفكرية والحكومة والدين والعلوم.
لقد كنت أول من ضرب المثل بلبس ثياب بسيطة بساطة ثياب أكثر خدمي تواضعا. وما فعلت ذلك خوفا من تمييز نفسي أمام ضربات قنابل العدو. ولكنني فعلته لأنني كنت أرغب أن لا أفرض على العرب إلا ما أفرضه على نفسي، وأن أظهر لهم أنه من الأفضل أمام الله أن نشتري سلاحا وذخيرة وخيلا للحرب من اأن تكون ثيابنا مزينة وغالية ولكن غير مفيدة.
أما الخمر والميسر فقد منعتهما تماما، كما منعت التدخين. وليس معنى ذلك أن ديننا يمنع التدخين ولكن جنودي كانوا فقراء، ولذلك كنت حريصا على أن أبعدهم عن عادة معروفة بزيادة الفقير فقرا حتى أنها أوصلت بعض الناس إلى ترك عائلاتهم في فقر مدقع، وحتى بيع ثيابهم من أجل إشباع نهمهم في التدخين. حقا لقد بقي بعض الناس يدخنون، ولكن ذلك كان في مناسبات فقط وفي سرية أيضا. وكانت هذه الخطوة كسبا كبيرا. أما المرابطون والطلبة وكل من له علاقة بالحكومة فقد أبطلوا عادة التدخين تماما. وعلى أية حال فإن هذا يظهر إلى أي مدى نجحت في كسب الطاعة).
أمكن للأمير عبد القادر توحيد الوطن الجزائري، وإقامة دولة (الحرب) واتبع في ذلك وسائل مختلفة، وأساليب متنوعة. وقد تحدث هو عن ذلك بقوله: (لم يعد في الصحراء سوى أربعة مراكز لم تصلها بعد سلطتي، وهي ميزاب ووارقلة وتقرت ووادي سوف. أما أولاد