الكفار الذين جاءوا لاحتلال أرضهم، أكثر من مرة، وكان جهاده ضدهم مجيدا من أجل الإسلام. وأن كل غرب الجزائر قد أطاع أوامره، وإذا شاء فإنه من السهل عليه أن يخضع شرق البلاد بغربها، وأن يقلب بساط غربها على شرقها، تماما كما يقلب البساط الذي يقف عليه) واستمر عبد القادر في مخاطبته لهم قائلا:(وإذا قلتم لي أن الشرق أقوى من الغرب، فإن جوابي هو أن الله قد أيدني بنصره لوضوح الأهداف التي تقودني وتوجهني .. وتأكدوا أنني لو لم أقف في وجه الإفرنسيين المعتدين، ولو لم أظهر لهم صعفهم وعدم قدرتهم، لانقضوا عليكم انقضاض البحر الهائج. ولرأيتم عندئذ ما لم يخطر على قلب بشر لا في الماضي أو في الحاضر. إن الإفرنسيين قد تركوا بلادهم، ولم يأتوا إلا لاحتلال أرضنا واسترقاق أهلها، غير أنني سأكون لهم الشوكة التي وضعها الله في أعينهم وإذا ساعدتموني فأرميهم في البحر. أما إذا لم تساعدوني فإنهم سيسترقونكم ويدوسون حرماتكم فاشكروا الله على أنني أنا عدوهم الألد. استيقظوا يا أهل جرجرة، وانتبهوا من غفلتكم. وثقوا أن ليس في قلبي سوى الرغبة في سعادة وصلاح ورفاهية جميع المسلمين. وأن كل ما أطلبه منكم اليوم هو الطاعة والوفاق والمحافظة التامة على شرائع ديننا المقدس حتى ننتصر على الكفار، ولا أطلب منكم لتعضيد جيشنا سوى ما فرضه الله العلي القدير. إنني لا أرغب في تعيير تقاليدكم، ولا في إبطال قوانينكم وأعرافكم، ولكن القيام بالعمليات الحربية تتطلب مسؤولا. إنني أدعوكم إلى الجهاد في سبيل الله، فاختاروا رئيسا عليكم. وإنني أقترح عليكم اختيار (ابن سالم) فإذا ما اخزتموه فيكون لكم الدليل والموجه في ساعة الخطر والعسرة، والله شاهد على ما أقول. أما إذا لم يلامس قولي هذا مكانا في قلوبكم، فسيأتي يوم