مع الإفرنسيين، فأقدم بصورة علنية على إمداد الإفرنسيين بالماشية والعلف، وحتى الخيول التي كان يعتبر بيعها للإفرنسيين جريمة نكراء لا تغتفر. وقد حاول الأمير إيقافه عن الاسترسال في غيه، فكتب إليه محذرا من سوء تصرفاته، ومنذرا له من العقاب الشديد إن هو صمم على الاستمرار في سلوكه، غير أن (القاضي الطاهر) لم يتمكن من مقاومة إغراء الأرباح الضخمه التي كانت تؤمنها له تجارته، فاستمر في تعامله مع الإفرنسيين معتمدا على دعمهم له ووعودهم بحمايته. ودخل الأمير عبد القادر (مدينة أرزيو بصورة مباغتة وألقى القبض على القاضي، واقتاده مثقلا بالقيود إلى سجن (معسكر)، حيث أصدر تعليماته الصارمة بعدم اتخاذ أي إجراء ضده في الوقت الحاضر. وركب في اتجاه (بني عامر) لمعالجة بعض القضايا التي اضطرته للبقاء هناك عدة أيام. وكان في نية عبد القادر إعطاء الفرصة للقاضي حتى يفتدي نفسه (التي كان قد أحلها) بمبلغ (٥) آلاف فرنك. ولكنه حين عاد إلى معسكر وجد أن القاضي قد قتل، وقد أذهله هذا الأمر، وعلم أن والده (محيي الدين) هو الذي أمر بمحاكمته، وأصدرت المحكمة ضده حكما بالعقاب الصارم. ونفذ فيه الحكم على الفور، وقد فقئت عيناه (وقطعت يداه ورجلاه ووضع في ساحة الصراية حتى مات بعد ثلاثة أيام بحسب ما تذكره بعض المصادر (١) وكان لا بد للأمير عبد القادر من تحمل تبعات هذا العمل، على الرغم من براءته منه.
أراد الأمير عبد القادر دعم قدرته بالاستيلاء على تلمسان (التي تبعد مسافة ستين ميلا تقريبا إلى الجنوب - الغربي من وهران) وهي