في إقليم وهران. وفي يوم (٢ أب - أغسطس ١٨٣٣) كان الأمير عبد القادر. قد وصل بقواته إلى أسوار مستعانم التي هاجمها على الفور. وبعد أن ترك (دو ميشيل) معسكره ليدافع عن نفسه، عاد توا إلى وهران. لقد كان يأمل في الإفادة من وجود الأمير عبد القادر أمام مستغانم للقيام بحركة تسلل ناجحة طالما فكر فيها. وفي يوم (٥ - آب - أغسطس) وهو اليوم التالي لوصوله إلى وهران، أرسل (دو ميشيل) قوة من (٣) آلاف فارس وراجل مع ثلاث مدافع ميدان لمهاجمة (الدوائر والزمالة) وهما القبيلتان اللتان تسببتا في خسائر فادحة للإفرنسيين عند قيامهما بتنفيذ الحصار الذي أمر به عبد القادر. وفي فجر يوم ٦ آب - أغسطس - حل الجيش الإفرنسي بمضارب الخيام العربية. وفتحت المدفعية نيرانها على الفور، وتقدم المشاة في صفين وأطلق الفرسان النار. ولم يقم العرب الذين أخذوا على غرة فأذهلتهم المباغتة بأي رد فعل مناسب، فرفعوا خيامهم، وتركوا وراءهم مواشيهم وكثيرا من النساء والأطفال في يد العدو وفجأة بدأت حركة فرارهم تتوقف، بينما كان الإفرنسيون في حالة من الذهول، لقد أخذت قوات العرب بالتجمع، وأخذت أعدادهم في التزايد بسرعة، وتحول انسحابهم إلى دفاع، ثم تحول هذا الدفاع إلى هجوم، وحدث ذلك كله كما لو كانت عصا سحرية قد صنعته .. لقد وصل الأمير عبد القادر ...
كان الأمير قد شعر بنوايا العدو عند مغادرته (مستغانم) فتخلى عن إدارة الحصار في مستغانم وسارع إلى النقطة التي, كان يتهددها خطر أكبر، وأمكن له الوصول في اللحظة المناسة تماما. ولم يكلفه تحويل المعركة كثيرا من الجهد، فقد أسرع المشاة الإفرنسيون